أكد مسؤولون كبار فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، ومحللون حاورتهم «الشرق»، أن الأردن لم يغير موقفه العسكري من النظام السوري رغم التصعيد السياسي والدبلوماسي في اللجة الرسمية الأردنية إزاء ذلك النظام مؤخراً. وفي هذا الصدد علمت «الشرق» أن كبار المسؤولين الأردنيين يتدارسون تدخلاً أردنياً محتملاً في سوريا، ولكنهم يتحسبون من نتائج ذلك التدخل على أكثر من صعيد، وأهمها عدم القدرة على تحمل خسائر بشرية في القوات الأردنية في نزاع أهلي في سوريا قد يمتد طويلاً حتى ولو سقط النظام السوري. وتصاعدت التكهنات حول تغيير الموقف الأردني بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وخصوصاً بعد تصريح البنتاغون أن بانيتا ناقش مع الملك عبدالله الثاني ترتيبات ما بعد الأسد. ويقول الكاتب فهد الخيطان أن خيار التدخل العسكري لم يكن على جدول زيارة بانيتا إلى عمان. ويضيف الخيطان أن المباحثات مع بانيتا لم تتناول من قريب أو بعيد سيناريو التدخل العسكري في سورية، والمناقشات في هذا الخصوص تقتصر على سبل التعامل مع مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية في حال انهيار سلطة الأسد، وتركز التدريبات المشتركة بين الجانبين الأردني والأمريكي على السبل الكفيلة بمنع انتشارها أو انتقالها لمجموعات إرهابية.ويتطرق الخيطان إلى خيار «المنطقة العازلة في جنوب سوريا على حدود الأردن» فيقول: يبدو خيار المنطقة العازلة مستبعدا، لأن حماية المناطق العازلة أو الآمنة يحتاج في العادة إلى وجود دائم للطائرات المقاتلة في سماء المنطقة ما يعني عمليا التدخل العسكري وهو أمر غير وارد في الحسابات الأمريكية والغربية عموما. وفي نفس الشأن يقول اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار: ماذا لو تم انشقاق بعض الألوية السورية القريبة من الحدود الأردنية وانضمت إلى الجيش الحر للبدء بتشكيل منطقة عازلة للحدود المتاخمة للأردن ولتكون ممرا آمنا للاجئين وقاعدة تزويد لوجيستي وكما يحدث الآن على الحدود التركية السورية هل سنرى حكومة انتقاليه سورية في هذه المنطقة ماذا سيكون ردة فعل الأردن؟ وهل سنرى تصعيدا في الاشتباكات فقط ؟. أعتقد أن هذا كابوس كبير للنظام السوري في حالة حدوث مثل هذا السيناريو نظرا لقرب المسافة من العاصمة السورية ومن المفيد أن نذكر أن مثل هذه الانشقاقات تحتاج إلى عمل استخباري رفيع المستوى واتصالات داخلية وخارجية . أما الكاتب ماهر أبو طير فيقول إن الأردن لا يستطيع تحمل كلفة تدخل عسكري في سوريا، إذ إن عودة جثث الضحايا -لا سمح الله- ستستجلب رد فعل شعبي أكبر من أن يتم احتماله، خصوصاً في مجتمع عشائري مغلق كالأردن. وشدد أبو طير على أنه لا يلمس في مواقف المسؤولين الأردنيين تغييراً في الموقف من سوريا، وخصوصاً فيما يتعلق بالتدخل العسكري.