توقع مراقبون أردنيون أن يعيد الأردن الطائرة السورية من طراز ميغ 21 إلى نظام الأسد، التي لجأ بها العقيد حسن مرعي حمادة إلى الأردن مؤخراً، في حين تفاوتت آراء المراقبين حول أثر حادثة اللجوء على العلاقة الأردنية مع النظام السوري. من ناحيته كشف مصدر أردني رفيع ل”الشرق” أن الجهات الرسمية الأردنية تنتظر الوقت المناسب لإعادة الطائرة إلى الجهات السورية. وقال الكاتب والمحلل فهد الخيطان ل”الشرق”: إنه يعتقد أن الأردن سيعيد الطائرة في النهاية إلى السلطات السورية، خصوصاً أن الطائرة قديمة ولا تعني شيئاً للأردن، وحتى لو كانت حديثة فإنه لا يستطيع الاحتفاظ بها. ويعتقد الخيطان أن لجوء الطيار حسن مرعي للأردن لم يؤثر على التفاهمات الأمنية والعسكرية بين الأردن وسوريا، فمن الواضح أن النظام السوري تفهّم موافقة الأردن على منح اللجوء السياسي للطيار، حيث إن ذلك عرف دولي لا يستطيع الأردن تجاهله، كما أن الأردن استقبل الطيار ولم يقم باستدراجه أو تشجيعه على اللجوء. ورغم ذلك فإن الخيطان يعتقد أن تكرار حوادث اللجوء إلى الأردن ستضع علاقة الأردن مع النظام السوري في وضع حرج، خصوصاً إذا بنيت عليها مقاربة جديدة للأوضاع من قبل المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الأردن سيحاول أن ينأى بنفسه عن أي دور عسكري في سوريا، رغم أنه إذا شهدت الأمور تطوراً في هذا الاتجاه فإنه وفي مرحلة معينة قد يجد نفسه وسط الأحداث. ويشارك الكاتب ماهر أبو طير الخيطان في اعتقاده أن السلطات الأردنية ستعيد الطائرة في النهاية، حيث يرى أنها من طراز قديم وغير مفيدة استخباراتياً. وعدم إعادة الطائرة هو مؤشر تصعيد لا يرغب فيه الأردن. ولكن أبو طير يرى أن عملية اللجوء سببت حرجاً للأردن في وقت كان فيه يضع معايير جديدة تُصعّب لجوء السوريين للأردن، سواءً من البر أو عبر المطارات.