يعتقد متابعون أردنيون أن تمرينات «الأسد المتأهب» العسكرية المشتركة بين الأردن والولاياتالمتحدة وبمشاركة دول أخرى هي رسالة سياسية إلى النظام السوري، رغم أن التصريحات الرسمية الأردنية أكَّدت أن التمارين روتينية. وفي ذات الصدد، أوضحت مصادر أمنية وسياسية ل «الشرق» أن التمارين اقتصرت على المناطق الجنوبية في الأردن تفادياً للتصعيد مع سوريا. فيما قالت مصادر أخرى ل «الشرق» إن التمارين اشتملت أيضاً على رسالة تخص الداخل الأردني، مفادها إبداء الدعم للنظام وإظهار الثقة به وباستقراره، وبأن ما حدث ويحدث في دول عربية أخرى لن يتكرر في الأردن. وكان رئيس هيئة العمليات والتدريب في القوات المسلحة الأردنية اللواء الركن عوني العدوان ذكر، في مؤتمر صحفي، أن أحداث ومجريات التمرين لا علاقة لها بما يحدث في سوريا، وبيَّن أن التمرين بدأ التخطيط له منذ ثلاث سنوات قبل اندلاع الربيع العربي، وأن اسم التمرين تمَّ اختياره من خلال لجان تخطيطية ومتوسطة ونهائية. وأضاف أن الأسلحة المشاركة فيه أسلحة تقليدية اعتيادية ولم يتم استخدام أية أسلحة جديدة. من جانبه، أعلن قائد القوات الخاصة في الجيش الأمريكي الجنرال كين توفو، في نفس المؤتمر الصحفي، أن العملية تعد أكبر تمرين يجري في المنطقة منذ نحو عقد، ويشمل عمليات اعتراض سفن، وتعامل مع اللاجئين إضافة إلى التعامل مع الإرهاب. بدوره، اعتبر الكاتب الأردني المعروف ماهر أبو طير أن للتمرينات جانبين، روتيني وسياسي، مشيراً إلى أن الجانب الروتيني يشمل متطلبات فنية ولوجستية وتدريبية، وهو يجري بشكل متكرر حيث إن هذه التمارين ليست الأولى من نوعها. وتابع أبو طير «ولكن إذا قرأنا توقيت التدريبات في ظل ظروف الربيع العربي وما يجري في سوريا فإنها تحمل أيضاً رسالة إلى النظام السوري، وهي رسالة سياسية فقط وليست عسكرية، خصوصاً أنها تمت في جنوب الأردن بعيداً عن الحدود مع سوريا، نظام دمشق ليس بحاجة إلى وجود قوات غربية على حدوده حتى يعرف أن الولاياتالمتحدة أقوى منه، وأن هناك دولاً عربية كبرى تتبنَّى مواقف سلبية منه»، وختم بالقول «هي رسالة سياسية للضغط فقط». وكانت صحف روسية تحدثت خلال الأيام الماضية أن «الأسد المتأهب» موجَّه ضد سوريا.