على الرغم من ازدهار وتطور صناعة التسويق خلال العقدين الماضيين، وعلى الرغم من تغير الصناعات وتطور وعي وأفكار المستهلكين وتبدل الطبيعة الجغرافية بشكل كبير في كافة أسواق العالم ، الا ان خبراء ورواد هذه الصناعة لا يزالون حتى الآن يتبعون ذات المنهجيات التي نشرتها الرابطة الأميركية للتسويق AMA عام 1967م. ويقول سعيد باعقيل المستشار العربي العالمي لاستراتيجيات تسويق العلامة التجارية: “من خلال التدقيق في العلامات التجارية في العالم العربي بشكلها الطبيعي وجدت أن معظمها يتسم بالتكرار في الاستراتيجيات والنهج الذي تسلكه تلك العلامات في استهداف المستهلك، وعلى الرغم من ازدهار صناعة العلامات التجارية حول العالم، وتغير العلاقات التجارية، وتبدل سلوكيات الشراء لدى المستهلكين الا انه بات هناك المزيد من الخيارات والتفضيلات المتاحة التي لو استغلت استغلالا صحيحا من شأنها ان تعود على تلك العلامات التجارية بالنفع والفائدة على المديين القريب والبعيد”. ويضيف باعقيل: “يجب عدم تجاهل ان نمو الأسواق الناشئة والأسواق الجديدة بات سريعا وانها في ازدياد مضطرد الامر الذي يجعل احترافية بناء العلامات التجارية لتلك الاسواق امرا هاما لجعلها تتفرد من بين المنافسين، حيث ان في الوقت الحالي، تشهد كل فئة من السوق وجود العديد من المتنافسين على عكس السنوات القليلة الماضية، حيث كانت كل فئة تتضمن لاعباً واحداً فقط”. ويستطرد باعقيل: “يجب على كل مدرسة للأفكار للعلامات التجارية أن تبحث وتستكشف الفرص المتاحة والعمل من خلال تقسيم الجمهور المستهدف والتركيز في استهدافه بدلاً من استهدافه بشكل عام، حيث ان مجال التسويق انتعش واصبح به العديد من التخصصات في وقتنا الراهن لوجود الكثير من الفرص، والشركات الذكية عليها أن تستفيد من هذه الفرص بأقصى قدر ممكن. وإذا كانت الشركة تفكر في سوقها وتعمل فيه بالطرق التي اعتادت عليها مدارس التسويق القديمة أو كما كان متعارفاً عليه حتى في العام 1967م، فإنها ستشهد سقوطاً حراً، ولذلك، عليها تبني التغيير وتقبله لتضمن نفسها التقدم على جميع المنافسين”. ويختم باعقيل: “إعادة حيوية العلامة التجارية Brand Fertility هي إجابتي لسوق اليوم المتسم بالتحدي، ويجب على الشركات ان تعمل لتحقيق هدفين رئيسييين، تمييز العلامة التجارية، وتعزيز مبيعات الشركة وكل ذلك يجب ان يكون من خلال وضع استراتيجيات وخطط صحيحة ما سيسهم في تحقيق هذين الهدفين”. الشرق | جدة