يعدّ دوار الوضعة الانتيابي الحميد (Benign Paroxysmal Positional Vertigo) أحد أكثر الأمراض شيوعاً التي تسبب الدوار. وسبب هذه التسمية هو حدوث خلل في وضعية محددة للرأس، تأتي وتذهب، و(الانتيابي) تلقائياً، من دون مرض معين يتسبب في ذلك (حميد). والسبب الرئيس للإصابة بهذا المرض غير معروف، لكنْ هناك أسباب مختلفة قد تؤدي إلى الدوار، ومنها حركة الرأس بسرعة، والتهاب فيروسي في الأذن، وعملية معقدة في الأذن، أو إصابة بالرأس. ومن أهم أعراض هذا المرض هو شعور المريض بأنه يدور، أو أن الدنيا تدور من حوله، ويزداد هذا الدوار مع حركة الرأس في اتجاهات معينة، وقد يصاحبه الشعور بالغثيان، والتقيؤ، أو التعرق، الأمر الذي يصعب معه التوازن، أو القدرة على المشي. أما الشعور بالدوار فقد يستمر لثوانٍ قد تتراوح ما بين 10 20 ثانية تقريباً، وقد يستمر لمدة دقيقة، ومن ثم يختفي تماماً، ومن الممكن أن يتكرر الدوار مرة أخرى بعد فترة. يحدث الدوار، أو الشعور بأن الأرض تدور من حولنا نتيجة خلل يصيب جزءاً من الأذن الداخلية، وهذا الجزء مسؤول عن التحكم في الاتزان. لا يوجد علاج محدد لهذا الدوار، وعادة ما يزول من تلقاء نفسه عند أغلب المرضى، وفي مدة تتجاوز أسبوعاً بقليل.غير أن بعض المرضى قد يعانون من الدوخة لفترات طويلة، خاصة عند القيام، أو الجلوس، بحركات وأوضاع معينة، كالاستلقاء على الجهة اليمنى، أو اليسرى، أو النظر إلى الأعلى. وبعض الأدوية المستخدمة لعلاج الدوخة، أو الغثيان، مثل مكليزين (Meclizine)، أو دايمنهيدرينات (dimenhdrinate)، والمعروف باسم درامامين (Dramamine) قد توفر نوعاً من الراحة بتخفيف شدة الدوار مؤقتاً، ولكنها لن تقوم بمعالجة المشكلة، وحلها بشكل جذري. العلاج الأنجح لهذه المشكلة هو القيام بحركة المناورة، وتعرف باسم (Epley and Semont Maneuvers)، وهي عبارة عن حركات معينة للرأس تعيد الخلل الذي حدث في الأذن الداخلية إلى موقعه الطبيعي، وطبيبك سيشرح هذه الحركات لك. وينصح عند تشخيصك بهذا المرض تفادي حركة الرأس بسرعة، والنهوض من السرير ببطء، وتجنب قيادة السيارة، والتوقف عن العمل في الأماكن المرتفعة، أو استخدام أدوات حادة. كما ينصح عدم استخدام الأدوية، أو القيام بحركة المناورة ما لم تحصل على التشخيص الصحيح من طبيبك، لأن هناك بعض الأمراض الخطيرة التي قد تتشارك أعراضها مع أعراض هذا المرض، مثل أورام الدماغ.