بكل هدوء فتح نافذة السيارة وألقى كوبا وجزءا من قمامة على الطريق أمام إشارة! ليته خجل من نفسه وألقاها بينما هو يسير كأضعف الإيمان إن لم يحافظ على مدينته! ويستمر هذا المسلسل الصباحي والمسائي بين من يبصق ومن يلقي بمخلفات مختلفة لأنه يريد أن يبقي سيارته نظيفة فهي ملكه! وتناسى أن الأرض أرضه، وجمالها له ولأبنائه من بعده، وقبل كل ذلك تلك مسألة مبادئ داخلية تربينا عليها، على حب الوطن والأرض، على الفخر والعزة، فأين ذهبت هذه المذاهب حينما تلقي بقمامة من النافذة أمام مرأى الآخرين وكأن ذلك من الرجولة كما يتطبع بها أناس! في أي مكان نذهب إليه لابد أن نجد صورا متكررة للعبث وعدم احترام المكان وعدم النظافة، لابد أن تتشوه ما دام البعض لا يعي حق البيئة، ومعنى الوطن والأرض والانتماء! مصطلحات دأب على ترسيخها الإعلام الواعي ولكن من يشاهد ذلك الإعلام في زمن الانفتاح بعد انغلاق؟ من أفسد بهجتنا! من أفسد أماكن تنفسنا! من أفسد المناظر الخلابة عند الشروق أو عند الغروب! ليست سوى عدم مبالاتنا، يجب أن نحافظ على متنزهاتنا، لنكن مسؤولين قليلا عن تصرفاتنا ولنعكس ديننا في تعاملاتنا اليومية . كمجتمع متحضر يجب أن تكون هناك عقوبات لكل من ألقى في الطريق مخلفاته، وأبقى محتواه الصغير نظيفا ولكنه أفسد محتواه الكبير، نحتاج لغرامات لأن بعض المجتمع لا يرتدع إلا بالعقوبات، ولا يجب أن تكون عقوبات مالية كما يفكر البعض بمنطق مالي دائما! بل بعقوبات معنوية أخرى كتنظيف البيئة مثلا، يرتدع ويفيد، إن أحسنا تطبيق مثل هذا القانون فسنحسن تهذيب أنفسنا، ولا عيب في أن نعترف بأننا قد كنا نفعل ذلك تأثرا ببيئة محيطنا فلا أحد يبقى صامدا أمام إعصار، وأنا أولكم أعترف ولكن العبرة بمن يعترف ويرتدع . (الثقة أن تفعل ما تريد أمام الآخرين حتى لو كان الفعل خاطئا) هكذا علمنا البعض عن الثقة وتعريفها !