القمامة .. هي مخلفات من صنع الحياة اليومية للإنسان ، أي فضلات وفوائض لمواد عديمة الفائدة .. وسلوك الإنسان وحده هو المسؤول عن تراكمها ،لأنها ترتبط ارتباطا وثيقاً بالحياة الشخصية اليومية لكل فرد من أفراد المجتمع المعاصر سواء كان هذا المجتمع صناعياً أو زراعياً. إن سبل التخلص من مخلفات المنازل عديدة ، حسب السلوك الحضاري أو المتخلف لربة المنزل .. ولابد من إلقاء نظرة على ما يفعله أصحاب المتاجر ، والمصانع وغيرهم في البيئة التي نعيش فيها حتى تتحول حياتنا تدريجيا إلى مقلب للقمامة تهدد الصحة بالأخطار و الأمراض الفادحة ، غير ما تحمله لنا تجمع القاذورات من روائح كريهة وفساد في الذوق و قبح المكان .... وعندما يصبح هذا هو السلوك السائد ، فإن تلال القمامة سوف تفوق الحد الأقصى لقدرة السلطات المسؤولة عن النظافة ، وعندئذ يصبح تقويم هذا السلوك واجبا عن طريق القوانين الرادعة الفورية حتى تصل إلى درجة الإلزام ثم التعود والوعي . القمامة أحد المصادر الرئيسية لتلوث البيئة ، وانتشار الأمراض ومن بعض الأمراض الشائعة نتيجة تواجد القمامة هي : النزلات المعوية سواء الدوسنتاريا الأميبية أو الباسيلية أو الميكروبية ، وطفيليات الجارديا والإكسيورس ، وميكروبات التيفود والباراتيفود والالتهاب الكبدي الوبائي والرمد الصديدي والطاعون ، وأمراض إصابة الجروح بالتقيح ويرقات الذباب المتوالد ، وحمى الملاريا والفلاريا ، والأمراض الأخرى التي قد تنقلها الفئران و من أخطرها على الإطلاق الطاعون.... فضلا عن الروائح الكريهة التي تصدر منها ، والمنظر القذر لأماكن السكن وما حولها. إذا كانت المسؤولية تقع أساسا على المواطن ، ثم بالتبعية على المجتمع ككل ، فإن جزءا من المسؤولية تتحملها الأجهزة المسؤولة عن النظافة والتخطيط العمراني للمدن .. فيجب أن يلتقي الطفل دروسا تطبيقية في المحافظة على ملابسه وحجرته بالمنزل ، وذلك على سبيل المثال بوضع سلة مهملات في المنزل ليلقى فيها بأكياس الحلوى الفارغة .. وتستمر هذه الدروس لتصبح عادة عنده حتى في المدرسة ، وذلك بالحفاظ على الفصل والملعب والشارع نظيفاً .. وهذا السلوك مسؤول عنه ولى الأمر والمعلم ..أما الذين اعتادوا على المسلك الخاطئ ، فإن القوانين الفورية الرادعة تحسم المواقف بتطبيقها دون تهاون على المخالفين .. ثم يأتي بعد ذلك دور الهيئات المسؤولة عن النظافة لتحافظ على الوجه الحضاري لكل شبر في الأرض التي استوطنها الإنسان . وهناك طرق عديدة للتخلص من اماكن تجمع القمامة ، بتحويلها إلى حدائق و مساحات خضراء، فالقمامة بعد جمعها من المنازل والشوارع ووضعها في المقالب المخصصة لها ، يتم فرزها وتصنيفها حسب مكوناتها : فضلات طعام ، مواد صلبة ، أوراق ، جلود .. ثم تقوم الهيئات المعنية بتطوير المقالب العمومية إلى مقالب صحية خالية من عوامل تلوث البيئة سواء بالرائحة أو بالحشرات، أو بالحيوانات الضالة التي تعيش عليها . وللتخلص من القمامة قد يكون من الجيد تحويل القمامة العضوية إلى مصانع تنتج الأسمدة العضوية، وهذا أفضل الحلول لتدوير القمامة العضوية على أن يتم فرز باقي المواد يدوياً مثل الورق ، والبلاستيك ، والزجاج ، والأقمشة والعظام .. أو بواسطة المعدات الحديثة حيث يتم فرزها مغناطيسياً ، ثم تجري عملية خلط وتجانس للمواد لتقليل حجمها ، وجمع القابل منها للتخمر في أكوام بأحجام مناسبة لإتمام التخمر نهائياً .. بعد ذلك يتم التقليب الميكانيكي ، وتخزين الناتج وتعبئته ، وهذا الأسلوب لاينتج عنه تلوث للبيئة سواء للجو، أو للأرض، أو الماء .. وفي الوقت نفسه نكون قد استفدنا من القمامة التي كانت تهدر فضلا عما تسببه من أضرار صحية و بيئية بتحويلها إلى سماد لاستغلاله في تحسين التربة الزراعية وبإعادة تصنيع ما يمكن تصنعية من بلاستيك و معادن. وقفة ايتها البيئة الخالدة في قلبي: بالنسبة للأحياء الشعبية و العشوائية تقع مسؤوليتها الكاملة على المواطن المقيم الذي لا يعرف كيف يتعامل مع القمامة و لا يعي معنى نظافة المكان الذي يعيش فيه . ولكن تبقى مسؤولية الهيئات المسؤولة عن النظافة كبيرة في دول نامية يعتري أنظمتها ضعف الرقابة ومتابعة تنفيذ النظام. أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة