حلقات من مسلسل نعيق الغراب التي تقدم على القناة التثقيفية التابعة لمستشفى “ساق الغراب” خلال شهر رمضان، حدثت بين الغربان وليس للبشر دخل فيها وتقوم على الخيال. يحكى أن أحد الأطباء قَدِم من خارج “ساق الغراب” وكان يخاف من نظام العقوبات التي تنال من يقترف خطأ طبياً كما هو الحال في بلده الغربي لكن زميلا لاغرابي طمأنه بأن الإدارة حريصة على ألاّ تتعدى الأخطاء سور المستشفى بل وتتفانى لدفنها مع المريض. بعد أيام قام الطبيب الزائر بعملية بسيطة لا تستدعي تخديراً موضعياً وتعد في مستشفيات أخرى كساق الدجاج أو النعام أمراً اعتياديا ولا يستلزم توقيع إقرار من المريض، وقد تمت دون عناء وبنجاح منقطع النظير إلا أن المريض ولأسباب أخرى انتقل إلى جوار ربه وانتهى الأمر بسلام. معاونو الطبيب قالوا له إن ما قمت به يتطلب إقرارا من المريض تجنبا للمساءلة، فدب الخوف في قلب الطبيب، فأحضر ورقة الإقرار وملأ البيانات واتجه سرا إلى ثلاجة الموتي واستطاع أن يأخذ بصمة المريض، لينشرح صدره بعدها لكن أحدهم نبهه إلى أن المريض يحمل درجة الدكتوراة فكيف يبصم؟ ففكر وفكر ثم اتجه إلى موقع العزاء حيث أدى الواجب وذرفت عيناه دمعتين على الفقيد ثم انتنحى جانبا بأحد الأبناء وقال له لنا في ذمة المرحوم توقيع على إقرار فهل تؤدون دين المرحوم حتى يرتاح في قبره؟ فوقع الابن وأبدى استعداد الورثة جميعا للتوقيع لكن الطبيب طمأنه أن هذا يكفي، فعاد إلى “ساق الغراب” بالنصر المبين. ومن يومها والطبيب يحمل الإقرارات ويحرص على توقيع المريض حتى لو أعطاه حبة بنادول مردداً: “خللي بينك وبين المساءلة إقرار”.