بين يوم وليلة تحولت أنظار سكان العروس إلى مستشفى الملك عبدالعزيز.. والسبب هو غزو غير متوقع لأسراب الغربان لساحات المستشفى.. فبعدما فرضت الغربان سيطرتها على منافذ الأشجار، اتجهت إلى (بيت الدواء) ومراكز العلاج، لتؤكد تفوقها على الجانب الوقائي.. بينما شهدت الحديقة الخلفية للمستشفى هجوما غير متوقع، انتهى باستسلام كافة الطيور المرغوبة، ومغادرتها مواقعها لتحتله الغربان. وبفضل احتلال الغربان صارت جملة "الوباء في الحديقة الخلفية" يتردد صداها داخل المستشفى في حالة من الرعب والفزع.. والمشهد غني عن التعريف.. فالغربان بنت أعشاشها في الحديقة.. واحتلت نوافذ غرف المرضى.. مما يبدو معها أن احتلالها سيدوم طويلا، وأنها بنت خططها في الغزو والاحتلال على هذا الأساس.. والسؤال الذي يتردد داخل المستشفى الآن: ما الحل وأين المفر؟. لعلهم يبصرون عبدالحفيظ المباركي زائر اعتاد على مشهد الغربان في المستشفى، وكلما فكر في كل مرة في إبلاغ المسؤولين عنها يتراجع، مرددا في نفسه: "أليس لهم أعين يبصرون بها؟". ويضيف أنه "من الخطأ أن يتحول بيت الدواء إلى مكان للداء". أما فايز القرني فهو زائر ولا ينسى حادثة مهاجمة أحد الغربان لطفلته داخل المستشفى، ليخطف من يدها قطعة من الطعام، الأمر الذي تسبب في إصابتها بالذعر والاضطراب النفسي، وخوف الطفلة الدائم من كل الطيور. التعايش السلمي لكن كمال سعيد المنوم في المستشفى منذ أكثر من عام، فيعرف أن التعايش مع الغربان بات أمرا لا مفر منه، واعترف بالأمرالواقع في هذا المكان، مشيرا إلى أنه كلما أراد الخروج إلى الفناء تذكر إنفلونزا الطيور، فتراجع إلى الداخل، "فالغربان تسيطر على كل المواقع، وممن السهل أن تجدها على النوافذ، وبسبب خطورة نقلها للأمراض يصبح الأمر خطرا يستحق التراجع". المشكلة في العش في الاتجاه نفسه، أوضح عوض القحطاني المسؤول بقسم الإدارة العامة لمكافحة الحشرات والوقاية الصحية بأمانة جدة أن التعاون مع إدارة المستشفى موجود، لكنه من فترة لأخرى، مشيرا إلى أن مشكلة الغربان أنها لا تبني عشها في أماكن تجمعها، الأمر الذي يتطلب وقتا طويلا لمتابعتها والاستدلال على مكانها للقضاء عليها.