أحدث ترشيح رئيس الوزراء المصري، الدكتور هشام قنديل، للداعية السلفي الدكتور محمد يسري إبراهيم لتولي منصب وزير الأوقاف في الحكومة الجديدة جدلاً كبيراً ومخاوف من قِبَل أزهريين وصوفيين وليبراليين من سيطرة التيار السلفي على أحد أهم مكونات الأزهر، لكن يسري إبراهيم قال ل «الشرق» إن له علاقات طيبة بكافة التيارات الإسلامية وفي القلب منهم الصوفيين. وأكد الدكتور يسري إبراهيم أن مسألة ترشيحه لمنصب وزير الأوقاف ليست نهائية، مضيفاً «لم يتم تكليفي رسميا بالوزارة ولكنني وافقت مبدئيا بعد مشاورة الشيوخ». وبيَّن أنه يتابع الجدل المثار حول ترشحه للمنصب، وقال «هذا جزء من ظاهرة اجتماعية صحية وهي القدرة على الاعتراض ولكن المهم أن يكون الاعتراض نفسه دقيقاً». وتابع «علاقاتي بكافة التيارات الإسلامية طيبة للغاية وفي القلب منها الطرق الصوفية والحديث عن وجود عداء مع الصوفيين كلام عار من الصحة تماما، وما يثار عن ترشيح القيادي الإخواني المهندس خيرت الشاطر لي غير صحيح بالمرة». من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم حزب النور السلفي، نادر بكار، أن إبراهيم لم يكن من ترشيحات حزب النور للحكومة، وقال بكار «الدكتور إبراهيم رجل سلفي مستقل لكنه ليس مرشحنا في الوزارة، لكننا نرحب جدا به كشخصية علمية وشرعية كبيرة»، واستنكر بكار، في تصريحاتٍ ل«الشرق» الهجوم على إبراهيم قائلا «لا أرى مبررا للهجوم عليه، ولو كان الهجوم بسبب كونه ذا لحية وسلفياً فإن ذلك لا يمكن تفسيره إلا من منطلق رفض الآخر». وشهدت الفترة الأخيرة قيام بعض المنتمين للتيارات السلفية بهدم أضرحة الأولياء خاصة في الدلتا وهو ما أثار غضب مشايخ الصوفيين وكثير من المصريين. بدوره، أبدى شيخ الطريقة البرهامية الصوفية ورئيس منظمة المجلس الصوفي العالمي، الشيخ محمد الشهاوي، تخوفه من تفاقم الخلافات بين الطرق الصوفية والسلفيين حال تولي إبراهيم وزارة الأوقاف. وأضاف الشهاوي بقلق «أخشى من حدوث تصادم بين السلفيين والصوفيين حال اتخذ إبراهيم أي قرار ضد ممارسات الصوفيين، نحن قلقون على وسطية الإسلام ونرفض التشدد». في السياق ذاته، وقع عديد من الشخصيات الدينية وأعضاء فرق دينية وسطية بيانا لمطالبة الرئيس محمد مرسي بعدم تعيين إبراهيم في المنصب.