يذكر المقريزي في الخطط إن من عادات المصريين في العهد الفاطمي في رمضان الطواف على الجوامع قبل حلوله بثلاثة أيام، وتزيين مسجد الحسين وتعهده وتجديد حصره وأنواره، وجلوس الخليفة في الروشن إلى وقت السحور، والمقرئون تحته يتلون عشرا من القرآن وهو يشاهدهم، ثم يأتي المؤذنون ويأخذون في التكبير وذكر فضائل السحور ثم يختمون بالدعاء، وتقديم المخاد للوعاظ، فيذكروا فضائل الشهر ومدح الخليفة والصوفيات، ويقوم كل من الجماعة للرقص، ولم يزالوا إلى نصف الليل، ثم تحضر الهدايا وجفان القطائف وجرار الجلاب فيأكل الجميع. وينقل المقريزي عن ابن المأمون أنهم يختمون القرآن في التاسع والعشرين، يحضرها الناس وقد مدت الأسمطة بأنواع الأطعمة، ويحضر المقرئون والمؤذنون ويفتتحون الختمة من الحمد إلى آخر القرآن تلاوة وتطريبا، يقرأ ثلاثون قارئا ثلاثين جزءا في وقت واحد، وهذا هو المقصود بالختمة الجماعية. ثم يقف الخطيب ويدعو ثم يكبر المؤذنون ويهللون وينشدون المدائح والابتهالات، وتنثر عليهم الدراهم والدنانير، وتقدم جفان القطائف والحلواء، ثم يخرج من باب دار الخليفة من يخلع على الخطيب ويفرق الدراهم والدنانير عليهم.