لأكثر من ألف وأربعمائة عام تقل أو تزيد كان هناك عام اصطلح المؤرخون في الإسلام على تسميته بعام الرمادة.. ووفقا لما تعلمناه في المدرسة أن هذه الأمة جاء عليها وقت كانوا فيه جياعا إلى العظم. في تلك السنة سرق أحدهم خبزا ولم يقم عليه الخليفة عمر بن الخطاب حد السرقة، إذ لا يوجد لدينا شاهد أنهم قطعوا يده، ومن بعد هذه الحادثة بحوالي أربعة قرون ونصف من الزمان تقل أو تزيد فالتاريخ على غفلة أعاد نفسه ولكن بصيغة أخرى وفي مكان آخر.. ووفقا لما أكتبه هنا بالاستناد إلى التاريخ، فيما تقع العهدة على من رأى وشهد فكتب قائلا: إنه على أيام الخليفة الفاطمي المستنصر بالله جاع المصريون لسبع سنوات، سنة في إثر أخرى، لدرجة أن المقريزي بلحمه وشحمه ينقل شهادة مؤرخ مصري عاش المجاعة بحذافيرها، إذ كتب الأخير مؤرخا لما عاصره، أن الجوع استولى على الناس عام 457 للهجرة لانعدام القوت. وطبعا عبارة انعدام القوت معناها لم يعد الرغيف في متناول العامة، والعبارة الأخيرة اجتهاد شخصي. في تلك السنوات استشرت فقاعة الجوع فنزا المارقون بعضهم على بعض وبيع الرغيف الذي يزن رطلا واحدا بحوالي 14 درهما، فيما بيع إردب القمح بثمانين دينارا. وعندما اشتدت ظروف الندرة أكثر فأكثر على الأهالي، كتب المؤرخ والعهدة على المقريزي بأن الناس أكلت الكلاب والقطط، ثم تزايد الحال فأكل الناس بعضهم بعضا. وهذا الكلام ليس من عندي ومن يرجع إلى المكتبات المصرية ماسحا التاريخ من العام المذكور هنا بطيه نزولا لسبع سنوات متواليات، فسوف يجد أن الإحالات الواردة بطيه صحيحة فقط لا غير. في إشارة أخرى يروي الشريف أسعد الجواني النسابة في مقابسة له نقلها عنه المقريزي نفسه حول امرأة خطفها جياع من عرض الشارع لا لكي يتجاوزوا معها حدود الأخلاق، وإنما لكي يزدردوا لحمها على شواء أعدوه مسبقا. هنا دعني أكتب عطفا على ما سوف أسوقه من قصص لاحق عن المرأة المصرية التي اختطفها الجياع من عرض الشارع. لقد كانت امرأة سمينة بعض الشيء -وبحسب شهادة المرأة- أنهم أدخلوها إلى بيت فيه سكاكين وبقايا قتلى، ثم شرح أحدهم من أفخاذها بعد أن أوثقها وأضرم نارا وشوى بعضا من لحمها وعندما غفل عنها، أعانها الله فتمكنت من الخلاص وقطعت المسافة إلى الباب زحفا. لقد أنقذتها العناية الإلهية واستدل الوالي على الخاطف ففوض به من ينطلق إليه لكي يضرب عنقه حتى الموت..!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة