بالأحرى يجب أن نقول تفاءل بالأفضل، واستعد للأسوأ! وأنصح في هذا القارئ أن يقتني كتاب (دع القلق وابدأ الحياة) لدايل كارنيجي، وعنده كتاب آخر اسمه (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟) وأتمنى على القارئ أن يضع بجنبه قلماً وورقة، أو دفتر مذكرات، ويحاول تسجيل أسماء الكتب التي أشير إليها، وأظن أنه إذا تابعني فلسوف يجمع ذخيرة معرفية لا بأس بها، وعدداً من الكتب القيمة في الخزانة المعرفية ما تفيده وعائلته معاً. المهم تحت هذه القاعدة الرائعة، يمكن للإنسان أن ينام مرتاح البال دوماً إذا حسب أسوأ الاحتمالات، من دَين وخسارة، وعمل وربح وامتحان وإقدام على شراء بيت وزواج وسفر وبناء علاقات. الكثير منا مسكون بهاجس الخسارة، والخوف من المستقبل، والحزن والأسى على أمور فاتته يتمنى أن يعود به الزمن فيصلح ويكسب أكثر. ولكن عليه دوماً أن يضع هذه القاعدة أمام عينيه، فيريح ويرتاح ويفوض أمره إلى الله. مع هذا، فيجب أن نبني حياة كما هي طبيعة الحياة، على نحو متراكب، كما وصف الرب الأشجار من أغصانها تمر متراكباً، ومن طلعها نخيل صنوان وغير صنوان، وأُتوا به متشابهاً. الكون يقوم على تضافر العناصر، وتشابك القوانين، وتفاعل الأحداث، فيجب إضافة القانون السابق مع قوانين شتى، مثلاً الاستشارة والاستخارة أو القانون الروسي قيس تسع مرات قبل أن تقص مرة واحدة. في صلاة الاستخارة يتخذ الإنسان قراره بالمضي مع تحمل النتائج. وفي الاستشارة استبيان مجموع الآراء والعناصر. وفي القاعدة الروسية ألا يقص الإنسان قبل أن يقيس جيداً، فكلها قواعد مهمة في الحياة. ومنها قانون لا تستبد بك اللحظة، فإذا اعتور الإنسان حدث وجب أن ينتبه أن هناك ما قبله وما بعده. و»لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون». وشاهدي من هذا الكلام، محاولة بناء الحياة على خطط وبرامج واضحة، والاستعداد للأسوأ فيما لو حدث، ولكن أن يتحلى الإنسان دوماً بروح الشجاعة، ومواجهة الأحدث، ومقارعة ويلات الزمن، وأن يكون دوماً بروح متفائلة. إن انشراح الصدر شيء رائع، والله يشرح صدور المؤمنين بفيض من عنده، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله.