يرى الباحث الفرنسي والكاتب في صحيفة “ليبراسيون”- جوليان نوسيتي- أن تمسك موسكو بنظام الأسد يعود إلى مصالح اقتصادية وعسكرية وحسابات داخلية ضيقة، حرمت روسيا من رؤية أوسع وأعمق للتحولات السياسية التي فرضها الربيع العربي، ورأى أن هناك أربعة أسباب وراء تمسك المجمع العسكري والصناعي في روسيا بالأسد. سوق مغرية: تمثل سوريا سوقاً هامة للشركات الروسية، إذ لا تزال دمشق سوقاً أسيرة تقريباً للشركات الروسية التي لديها مصالح تجارية واسعة مع سوريا، ولعلها أكثر أهمية من تلك التي خسرتها في ليبيا، إلى جانب استغلالها لقاعدة بحرية تحت التطوير والتجديد في طرطوس، وثلاثة مليارات يورو قيمة عقود لتوريد الأسلحة، وعدة مليارات يورو أخرى من الاستثمارات في البنية التحتية للغاز واستخراج النفط، وترى موسكو في فقدان هذه العقود والامتيازات- بعد سقوط نظام بشار الأسد- خسارة كبيرة بالنسبة لمستقبل المجمع الصناعي العسكري الروسي. إهانة ليبيا لا تريد تكرارها في سوريا: لا يريد الكرملين تكرار الإهانة التي تعرض لها في ليبيا، والتي أقصيت روسيا من كعكتها بعد سقوط القذافي، ولم يكن للدبلوماسية الروسية أيام الثورة الليبية أي تأثير يذكر، إذ لم تتجاوز حدود دور “المراقب المطلع”، كما وصفها مراقبون. رفض التحولات السياسية: وهناك أيضا الاعتماد الروسي على إستراتيجية السوفييت السابقة في المنطقة، والتي لم تتغير رغم تغير الظروف، خاصة مبدأ التحفظ الدائم من خيار استخدام القوة في منطقة “الشرق الأوسط”، وهو ما أملى على القادة الروس موقف الرفض للتحولات السياسية التي فرضها الربيع العربي في تخوف واضح من أن تنعكس على الداخل الروسي. تأثير الحسابات الداخلية: روسيا أيضاً لديها حساباتها الداخلية خلال فترة الانتخابات وقبيل انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية وترقباً لنتائج مباحثاتها في الشأن النووي مع الاتحاد الأوروبي، “لذا تضع الأزمة السورية موسكو في موقف غير مريح”، كما خلص الباحث الفرنسي. لكنه يشير إلى أن روسيا ستبقي دعمها للأسد “ما دامت إيجابيات هذا الموقف لا تزال أكثر من سلبياته”. ويلاحظ الباحث الفرنسي، في الأخير، “مدى تشابه الموقف الروسي وموقف الاتحاد السوفيتي الرافض دائما لخيار استخدام القوة في الشرق الأوسط”. لكن من جانب آخر، يرى محللون أن روسيا تدعم نظام الأسد بالكلمات فقط، بينما تدرك أنها غير قادرة على التدخل ميدانياً من أجله، بسبب عجزها مالياً واستراتيجياً. العلاقات السورية الروسية