تناولت الكاتبة والمخرجة أمل الحسين جوانب وزاويا في أساسيات العمل المسرحي، من خلال الدورة التي قامت بتنفيذها تحت إشراف جمعية الثقافة والفنون في المنطقة، الأسبوع الماضي، ضمن فعاليات صيف نجران 33، وأشارت الحسين من خلال هذه الدورة إلى مدى الاختلاف بين الممثل المسرحي، وممثل التلفزيون، أو السينما. وأوضحت الحسين الفرق بينهما، حيث إن الممثل المسرحي سيواجه الجمهور، ولا يوجد أمامه سوى جدار واحد، والمكان مفتوح، وأيضاً طاقة الممثل المسرحي على خشبة المسرح وأداؤه غير الممثل في داخل الاستديو. فهناك مدة زمنية ربما تطول بالنسبة للممثل المسرحي على تأديته دوره على خشبة المسرح، ومن خلاله تكمن قدرته على المحافظة على مستوى الصوت، وقدرته الجسدية، وعلى حضوره وذهنه، وتواصله مع الجمهور، وسرعة بديهته، لأنه أمام نص لابد من تقمص الشخصية كاملة، ليؤديها بالجسد وبالصوت والحضور. وقالت الحسين: لابد أن تكون الصورة واضحة للكتابة، لأن الفتيات إذا رغبن في كتابة نص مسرحي، وكانت هناك القدرة على تنفيذه على المسرح، فلابد لها من مساعدة الممثل أو الممثلة، والمخرج أو المخرجة على هذا التمثيل، فيجب أن تتعلم كيف بإمكان الممثل أن يؤدي أدواره على المسرح، بمعنى أنه لو كتبت نصحاً مسرحياً متكاملاً هناك فرق بين النص المكتوب والنص الذي سيجسد على خشبة المسرح، فهناك نصوص مسرحية تحتاج إلى خيال عالٍ من المخرج ليستطيع تنفيذها على خشبة المسرح، وإحياء النص من جديد، لأنه ربما يأتي عارياً من الديكور، فالمخرج لابد له من وضع ديكور للنص، لأنه يعدّ منافسة شريفة بين المخرج والمؤلف للارتقاء بالنص. وأكدت الحسين أنه من خلال تعاملها مع الجنسين الرجال والنساء لم تلاحظ هناك أي فروقات، ولكن الرجال ربما يكونون أكثر مهارة. وعللت ذلك بوضعه الاجتماعي الذي يساعده على الاحتكاك كثيراً بعالم المسرح، أما الفتيات فيفتقرن إلى هذا الشيء، لأنها تظل تحتكّ بالعنصر النسائي الذي ربما لا تكون لديه مهارة عالية. ونحن أحياناً نطعم المسرحيات بمشاهد لأعمال أبيض وأسود، ونتفاجأ بأن الفتيات ليست لديهم معرفة، أو خلفية عن ذلك، بينما الشباب لديهم ميول للفن، والبحث عنه من خلال مخالطتهم لأغلب فئات المجتمع، وتنعكس هذه الأمور جميعها على شخصيته، وتتولد لديه شخصيات عدة في ذهنه، وهذا يختلف عن الشخص الذي تكون صلته بالمسرح من خلال النص فقط. وأشارت أن الممثل المحترف والمخرج يستطيع اللعب في الشخصيات من خلال أداء الأدوار، فعندما يكون هناك ممثل فاشل، وليس جيداً، فالمخرج هو السبب في أي شخصية لا تؤدي دورها بالشكل السليم، لأنه أمام خيارين، إما أن يشتغل على هذه الشخصية، وإخراج ما في داخلها من موهبة، أو أن يستبعدها، ولكن لا يُظهرها بشكلها الضعيف أمام الجمهور، فهناك مخرجون يستحيل أن نرى لديهم شخصيات ضعيفة في التمثيل، وهنا دور المخرج، الذي لابد له أن يُظهر الشخصية ودورها في حركاتها كافة، ومن الأعمال التي قمت بها مسرحية «مسيار كوم»، التي عرضت في نجران قبل مدة، و»بضاعة على الرصيف» التي عرضتها في أكثر من مدينة في المملكة، والآن من المفترض أن يكون هناك عمل آخر «لطيفة بالوظيفة»، ويمكن أن نعرضها في مدينة الرياض، وأيضاً لدي عرض مسرحي من بطولة فايز المالكي «رابح الخسران»، ولدي مشاركات بالتلفزيون أيضاً. أما ابتعادي عن الصحافة، فكان بسبب رغبتي في التفرغ لأعمال المسرح، ونظراً لميولي الفنية للمسرح والأفلام منذ صغري، فقد كانت الصحافة هي المجال للتعرف على ما يطرأ في المجتمع من متغيرات وأحداث، وكيف باستطاعتي نقل تلك الأحداث وتجسيدها على الورق، ومن ثم خشبة المسرح، وأيضاً فتحت لي مجالاً أكبر للقراءة والاطلاع، وهناك صعوبات عدة واجهتني في البداية، ومازالت حتى اليوم، أما من ناحية نظرة المجتمع فمازلنا نعاني منها حتى اليوم، وقدمت قبل ذلك في منطقة نجران وتفاجأت بالحضور الممتاز، وأنا اليوم هنا لتنفيذ دورة، وكان الحضور جيداً، والتفاعل والتقبل كان سريعاً جداً، بالرغم من قصر مدة الدورة، ففي خلال ثلاثة أيام بدأ التغيير في نبرة الصوت والحركة على المسرح، وتقلب الشخصيات، وسرعة البديهة، فالمسألة لا تحتاج إلا لفترة تدريب، ومنحهم الفرصة لاكتشاف أنفسهم، وهذا يدل على زيادة الوعي لدى أفراد هذه المدن، وكل الشكر لوزارة الإعلام، ممثلة في وكالة الثقافة التابعة لوزارة الإعلام، لإعطائها فرصة للمسرح النسائي أن يدور ويتعرف على المناطق الأخرى، ولم تحتكر هذا النشاط وتقصره على العنصر الرجالي فقط، فأشركت العنصر النسائي، وأصبح الآن وجود المسرح النسائي في أي أسبوع ثقافي تقيمه وزارة الثقافة على مستوى المملكة. والمسرح النسائي أساس من أسس هذا الأسبوع، وأنا أثق أن لدى النساء قدرات، ولكن لم تتح لهنّ الفرصة لاكتشافها. وأشارت أنه لابد من تفعيل المسرح المدرسي، بعيداً عن المشاهد المثالية، وهذا ما يؤدي إلى فشل خشبة المسرح المدرسي، فلابد من تناول جميع قضايا المجتمع، من سلبية وإيجابية، فنحن لسنا مجتمعاً ملائكياً، أو مثالياً، فالتعليم في الدول الأخرى يكون المسرح فيه أساساً. من جانبه، أوضح محمد آل مردف، مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في المنطقة، أنه خلال الأشهر المقبلة سيكون هناك مقر لتفعيل المسرح النسائي في المنطقة، وتشكيل أكبر عدد من الموهوبين والموهوبات للأداء المسرحي.