استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو» للمرة الثالثة ضد مشروع قرار غربي بشأن سوريا يقضي بفرض عقوبات تحت الفصل السابع على نظام الأسد في حال عدم التزامه بتطبيق خطة عنان وسحب أسلحته الثقيلة من الشوارع. وهذا ينبئ بأن القادة الروس لا يعرفون أو يتجاهلون حقيقة ما يجري في سوريا بأن نظام الأسد بات ضعيفاً ولم يعد قادراً على الاستمرار، ويعكس تجاهلهم لما تحققه الثورة والجيش الحر يومياً من انتصارات، وأن الأسد فقد السيطرة على الأرض، أم أن نظام بوتين الذي يدعي حماية الأسد من المجتمع الدولي ومن شعبه، الذي شكل له المظلة السياسية طيلة 17 شهراً ودعمه بكل أنواع الأسلحة في حربه المجنونة ضد الشعب السوري، يريد شيئاً آخر من وراء الفيتو؟ أصبح واضحاً أن استخدام روسيا للفيتو يمنح مزيداً من الوقت للأسد ليُلحِق الدمار أكثر بسوريا ويغادرها مهدَّمة قد تحتاج لسنوات طويلة قبل أن تتعافى، هذا إن استطاعت قوى الثورة الانتصار سريعاً على فلول النظام وبقايا شبيحته. المعطيات تقول إن الروس ينفذون أجندة إسرائيلية تؤمن كل السبل ليس لحماية نظام الأسد الذي يدفع سوريا نحو الكارثة والحرب الأهلية الطائفية، فهم يدركون تماماً أن الأسد ساقط لا محالة، لكنهم يريدون استمرار الحرب وإطالتها في محاولة لتفكيك سوريا وتقسيمها عبر حروب أهلية وطائفية قد تستمر سنوات طويلة ربما تحاول إسرائيل خلالها إيجاد دويلة على حدودها الشمالية كما فعلت في جنوب لبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية مع دويلة سعد حداد الرائد اللبناني الذي أقام دويلة عام 1978 على الشريط الحدودي بين بلاده وإسرائيل. بوتين والقادة الروس الذين استخدموا الفيتو تحت ذريعة حماية الأسد، أعلنوا في نفس الوقت أنهم لن يرسلوا له الطائرات بسبب الوضع الخطير الذي باتت عليه سوريا، فهم يدركون خطورة وضع نظام الأسد الذي تخرج يومياً مساحات كبيرة من سوريا عن سيطرته، حتى باتت معاركه مع الجيش الحر في شوارع دمشق، وفي الوقت الذي كان المندوب الروسي يرفع يده بمجلس الأمن ضد المشروع الغربي كانت قوات الجيش الحر تسيطر على معابر حدودية مع تركيا، ليصبح الطريق ممهداً أمام دخول مزيد من السلاح والرجال إلى سوريا.