نفذ الصحفيون في الخرطوم إضرابا جزئيا عن العمل أمس احتجاجا على الأوضاع المتردية للصحافة السودانية وما وصفوه ب “سياسات تكميم الأفواه”. وشكا المضربون من “قمع الحريات الصحفية، ومصادرة الصحف، وتشريد الصحفيين، واعتقالهم ومنعهم من الكتابة وفرض الرقابة القبلية من قِبَل جهاز الأمن والمخابرات الوطني”. وكانت شبكة الصحفيين السودانيين دعت لتنظيم الإضراب تحت شعار”إضراب القلم من أجل صحافة حرة أو لا صحافة”، وقالت إن أمس كان يوما مشهودا للصحافة السودانية للمطالبة بإطلاق سراح الزملاء الصحفيين المعتقلين ووقف الرقابة القبلية بجانب وقف تشرد الصحفيين. وعقدت الشبكة مؤتمرا صحفيا تحت شجرة مجاورة لجريدة الصحافة السودانية ووزعت بيانات على الصحفيين المتضامنين مع حملة الإضراب تحمل عبارة “صحفي مضرب”، ووجدت الحملة تضامنا واسع النطاق من الصحفيين المستقلين ورموز وقيادات المجتمع المدني في السودان، حيث شارك فيها رئيس الهئية السودانية للدفاع عن الحريات والحقوق المدنية فاروق محمد إبراهيم. وتفاوتت نسبة استجابة الصحفيين في صحافة الخرطوم اليومية، وسجلت جريدة الميدان الناطق بلسان الحزب الشيوعي السوداني نسبة 100 % إضراب. من جانبه، قال الصحفي في صحيفة “أجراس الحرية” سليمان سري ل “الشرق” إن هذه الوقفة جاءت بعد التعدي والهجمة الشرسة من قِبَل عناصر الأمن على الصحافة والصحف وفرض الرقابة القبلية ثم مصادرة الصحف ومنع كتاب بعينهم من الكتابة. وأضاف “في كل مرة يبتكر الأمن شكلا جديدا للتضييق على الحريات آخرها ظاهرة إغلاق الصحف”، وأشار سري إلى تراجع الحريات عامة والصحفية خاصة في السودان بعد انفصال الجنوب. وتابع “عاد نظام الإنقاذ إلى سابق عهده وأغلق الصحف، وهو يدخل الآن في مواجهة مباشرة مع الصحفيين بمنع أكثر من 13 صحفيا وكاتب رأي من الكتابة”، معتبرا أن الأمر امتد ليصل إلى اعتقال الصحفيين والزج بهم في المعتقلات.