اعتقلت السلطات الأمنية في السودان ظهر أمس الأول الصحفي فيصل محمد صالح، رئيس تحرير صحيفة الأضواء السابق والكاتب المعروف، على خلفية تعليقه في نشرة إخبارية أذاعتها قناة فضائية على خطاب للرئيس عمر البشير. وقبل توقيفه، قال صالح، في رسالة إلى الصحفيين في السودان، إنه تعرض طوال العشرة أيام الماضية إلى مضايقات وملاحقات أمنية، وذكر أن رجال الأمن حضروا إلى منزله ومكتبه أكثر من مرة. وأضاف “تم التحقيق معي حول تعليقي بقناة إخبارية على خطاب رئيس الجمهورية في مدينة الأبيض يوم الخميس 19 أبريل، لم يكن هناك حديث كثير يقال حيث إن لديهم تسجيلا مصورا للنشرة، وكررت لهم ما قلته في ذلك التعليق مرة أخرى”. وتابع “قالوا لي إن هذا التعليق لا يُقَال في أجهزة الإعلام، وإن من الأفضل إيصاله إلى الجهات المسؤولة بوسيلة مختلفة، إنني يجب أن أكون متحفظا عند الحديث لوسائل الإعلام الأجنبية وحصر بعض القضايا في الإعلام المحلي، وإن بعض العبارات التي استخدمتها غير لائقة، رددت على كل ذلك بما ينبغي، واستمر التحقيق حتى منتصف الليل، وأصروا على تسمية التحقيق حوارا”. وأوضح صالح أن طلب الحضور تكرر بشكل يومي حتى السادس من مايو الجاري، ومن الصباح حتى الخامسة مساءً، وأكمل “تتم استضافتي في مكتب الاستقبال دون أي سؤال أو تحقيق، ثم يُطلَب مني الحضور في اليوم التالي، بدا واضحا لي أن المقصود هو الإذلال من ناحية، وتعطيل العمل والمصالح الأخرى كنوع من العقوبة غير المعلنة أو المبررة أو المسنودة بأي نص قانوني”. إلى ذلك، قال رئيس تحرير جريدة الجريدة السودانية، عثمان شنقر، إن اعتقال الصحفيين يشكل تعديا على الحريات ويقلص دور الصحافة كسلطة رقابية، وأشار إلى أن أجواء الحريات الصحفية تقلصت مساحتها منذ تحرير هجليج من جيش الجنوب، وأصبحت الرقابة على الصحف تُمارَس بشكل متعسف في المطابع وصار من الصعوبة احتمال أي رأي مخالف. وبيّن أن السلطات منعت عددا من الكتاب خلال الفترة الأخيرة من الكتابة آخرهم حيدر المكاشفي الكاتب في جريدة الصحافة، وأكمل “نحن في صحيفة الجريدة تعرضنا لرقابة لصيقة طالت مرحلة ما قبل الطباعة، وحُرِمنا من قلم كاتب مميز وهو الدكتور زهير السراج، وأخيرا ازدادت مساحات الحريات تقلصا باعتقال فيصل صالح”. من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة السوداني، ضياء الدين بلال، إن اعتقال الصحفيين وكتاب الرأي من قِبَل الأجهزة الأمنية يعد خصما على الصحافة والحريات، وأضاف “إذا كانت هناك أخطاء عند الصحفيين، ينبغي محاسبتهم عبر مجلس الصحافة أو القضاء”. في سياقٍ متصل، لفت عضو شبكة الصحفيين السودانيين، خالد أحمد، إلى أن الصحافة في السودان تعاني من هجمة شرسة من قبل السلطات الأمنية، وذكر أنه يتم بشكل مستمر مصادرة عددٍ من الصحف اليومية بجانب فرض رقابة بصورة غير مباشرة للتحكم في المؤسسات الصحفية. وأوضح أحمد أن أجهزة الأمن والمخابرات السودانية تمنع عدداً من كتاب الرأي والصحفيين من الكتابة، وفي حالة نشر أي مقال لهؤلاء الكتاب الممنوعين الذين وصل عددهم إلى 15 كاتبا وكاتبة تتم مصادرة الصحيفة من المطبعة، بجانب تحرير بلاغات في مواجهة هؤلاء الكتاب.