الثورة (أي ثورة كانت في التاريخ) ليست مرسومة من قبل في كتاب توضيحي أو يصدر لها دليل استخدام قبل قيامها العظيم. ولذلك لا يمكنني الحديث عنها مع أولئك الذين يملكون آراء قطعية حولها سواء بالقبول أو الرفض. ومع اللحظات الراهنة التي تعصف بسوريا وبدمائها البريئة، نراقب عن كثب كل خطوة وكل حدث دون استطاعة تغيير أو مساعدة أو حتى فهم أحياناً. نجد في معترك المشهد الهمجي والقمعي والعنيف، ذلك الذي تمارسه آلة السياسة والسلطة الوحشية السورية، أصوات تعلو وهي تتجاذب التحليل وقراءة الدوافع لما يجري هناك، تتحدث أحياناً كثيرة عن الطائفية والمذهبية التي يصفونها بالوقوف وراء كل ما يحدث. وذلك ما لا أتفق معه إطلاقاً، على الأقل في جانب قراءتي التي أحرص على حيادها وتلقي المعلومات من مصادرها في الداخل السوري بالتحديد. الاختلاف المذهبي في منطقتنا، هو من مكاسب قوة الأنظمة الفاسدة، تلك التي تعول على العنصريين في كل جانب من أجل استخدامهم حطباً لأزمة ما أو غطاءً من أجل أخرى. وبالتحديد في سوريا، الطائفة العلوية ليست هي النظام أو الحزب. قد يكون بعض أنصارها وخصوصا (المغسولة رؤوسهم من شبابها) جزءا من المنشار النظامي ضد الشعب الثائر. ولكنهم لا يعبرون عن دافع معتقد قدر ما يعبرون عن دوافع نظام آيل للسقوط . الشاعرة السورية رشا عمران، هي اسم شعري من أبرز التجارب الشعرية الشابة عربياً، وهي من الطائفة العلوية أيضاً، ولكنها قبل كل ذلك من سوريا الأرض والتاريخ التي سبقت كل معتقد وطائفة تقول في صفحتها بالفيسبووك قبل أيام قريبة: (لم أعرف نفسي كعلوية أبدا ولم أتخيل طيلة حياتي أن أحشر يوما في زاوية الانتماء الديني فكيف بالمذهبي ومع الثورة السورية ومع استخدام بشار الأسد ونظامه لأبناء الطائفة العلوية كي يكونوا وقودا له في وجه إخوتهم في الوطن ومع ازدياد أعداد ضحايا هذا المجرم من الشباب العلويين الذين يموتون وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن سوريا ومع وجود عشرات الآلاف من شهداء الثورة السورية ومئات الآلاف من المعتقلين والمهجرين ومع التدمير المنهجي لسوريا الأرض والمجتمع ومع التضحية بمستقبل طائفة بكاملها من أجل أن تبقى عصابة إجرام تعتقل سوريا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها فإنني أطالب أنا رشا عمران المواطنة السورية ذات المنبت العلوي المجتمع الدولي بتحويل بشار الأسد وعصابته بكاملها إلى محكمة الجنايات الدولية لتحمله مسؤولية كل نقطة دم سورية أهدرت في سوريا من السوريين جميعا دون استثناء ولمسؤوليته عن تدمير بنية المجتمع السوري والعبث الإجرامي بمكوناته الأساسية وتحويل الشعب السوري بكامله إلى قاتل ومقتول) انتهى. الموقف الأخلاقي والإنساني هو ضرورة الإنسان وشرط المثقف ومثل رشا في سوريا كُثر. Retweet : “كل دقيقة آخر دقيقة” (دنيس ليفرتوف).