إشكالية تقويم أم القرى في اختلاف التوقيت لدخول صلاة الفجر ليست إشكالية جديدة، فهي موضع خلاف منذ فترة ليست بالقصيرة، وهناك أبحاث تؤكد أن تقويم أم القرى اعتمد في توقيته لدخول صلاة الفجر على ما يسمى بالفجر الكاذب، الذي قال عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «لا يهيدنكم (أي: لا يمنعنكم) الساطع المصعد حتى يعترض لكم الأحمر» (وهو حديث حسن) والساطع المصعد في رأي كثير من الفلكيين هو الفجر الكاذب، الذي حدد بدرجة 18 تحت الأفق (قوسية) مع أن الدرجة الصحيحة للفجر الصادق تقدر ب14 درجة قوسية (أي أن الفرق قد يصل من 14 إلى 24 دقيقة). وقال أستاذ المناخ المساعد في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، خلال محاضرة ألقاها في نادي القصيم الأدبي في بريدة بعنوان: مشكلة تحديد وقت صلاة الفجر: «تقويم أم القرى لم يُعَد من لجنة أو نخبة من الفلكيين، بل أعد في عام 1395ه، من فلكي واحد فقط، وهو فضل أحمد نور» وأضاف في تقرير نشرته جريدة الحياة: «معد التقويم فضل أحمد، سبق أن اعترف في مقابلة معه بأنه اعتمد على ما ظهر له شخصياً، وليس لديه أي أساس مكتوب، وتبين من خلال الحديث معه أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق، إذ إنه أعد التقويم بناءً على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب». أخيرا، كما تقول القاعدة الفقهية «المؤذن مؤتمن» أي على أوقات الصلوات، فإنه لن يكون كذلك إذا اعتمد المؤذنون على مرجع خاطئ اجتهد فيه مختص فلكي واحد، ومن الواجب وبأسرع ما يمكن أن يشكل فريق من علماء الفلك والدين لحل هذه الإشكالية، فالأمر يتعلق بفريضة الصلاة والصيام وهما ركنان من أركان الإسلام الخمسة.