طالب أحد الأكاديميين السعوديين، بضرورة قيام وزارة الشؤون الإسلامية، واللجنة المكلفة بتقويم أم القرى، بإجراء تعديلات على «تقويم أم القرى»، المعمول به بشكل رسمي في التعاملات الحكومية في المملكة منذ أكثر من ربع قرن. وقال أستاذ المناخ المساعد في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، خلال محاضرة ألقاها في نادي القصيم الأدبي في بريدة بعنوان: «مشكلة تحديد وقت صلاة الفجر»: «تقويم أم القرى لم يُعَدُّ من لجنة أو نخبة من الفلكيين، بل أعد في عام 1395 ه من فلكي واحد فقط، وهو فضل أحمد نور، إذ اعتمد التقويم في بداياته على دخول الفجر قبل شروق الشمس بدرجة 01:25، ثم عدل الاعتماد على 18 درجة «قوسية»، لتكون01:21، وبعد عشرة أعوام أضاف معد التقويم درجة احتياطية، لتكون 19 تحت الأفق، بحوالى 01:25 . وأضاف في تقرير نشرته جريدة الحياة: «معد التقويم فضل أحمد، سبق أن اعترف في مقابلة معه بأنه اعتمد على ما ظهر له شخصياً، وليس لديه أي أساس مكتوب، وتبين من خلال الحديث معه أنه لا يميز بين الفجر الكاذب والصادق على وجه دقيق، إذ إنه أعد التقويم بناءً على أول إضاءة تجاه الشرق في الغالب، (أي على درجة 18)، ولم يغير هذه الدرجة إلى بعد 10 أعوام بمقدار درجة قوسية واحدة لتصبح 19». ولفت إلى أن «التقويم يواجه مشكلة في تقديم وقت دخول صلاة العشاء في فصل الصيف في شمال المملكة، ويعتمد على دخول الشهر وفقاً لولادة الهلال في الساعة ال 12 منتصف الليل بتوقيت غرينتش، الثالثة بتوقيت مكةالمكرمة، لمدة 25 عاماً، وعُدِّل هذا الخطأ في عام 1420ه وأصبح يعتمد على خط طول مكةالمكرمة بدلاً من غرينتش». وأشار إلى وجود فروق بتوقيت صلاة الفجر، أظهرها عدد من المشايخ والفلكيين عن الوقت المحدد في تقويم أم القرى الرسمي، إذ حدد الشيخ ابن عثيمين الفرق بخمس دقائق، فيما حدد الشيخ الألباني الفرق بين 20 و 30 دقيقة، والشيخ أحمد النجيمي 20 دقيقة، والدكتور عبدالملك الكليب 12 دقيقة، والدكتور سعد الخثلان 17 دقيقة، وحدد الدكتور سليمان الثنيان الفرق بين 15 و24 دقيقة، في الوقت الذي حددت فيه دراسة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن الفرق في صلاة الفجر يتراوح بين 14 و 24 دقيقة. وشهدت المحاضرة في نهايتها عدداً من المداخلات التي طرحها الحضور، إذ وجه أحد الحضور سؤالاً إلى المسند حول سر الاختلافات الكثيرة التي عجز علماء العالم الإسلامي عن حلها، ليجيب بأن اختلاف العوامل الجوية والمناخية من منطقة لأخرى، وبُعْد الأرض وقربها من سطح البحر، وعوامل أخرى تسهم في تعدد النتائج، فيما طالب آخر بأن يغيّر عنوان محاضرته من «وقت صلاة الفجر» إلى «تحديد وقت آذان الفجر»، لأن وقت الأذان يأتي قبل وقت الصلاة. ... ويؤكد أن تقويم «الأسنا» الأقرب لوقت الفجر «الصادق» أكد أستاذ المناخ المساعد في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن تقويم الجمعية الإسلامية في شمال أميركا «الأسنا»، يعتبر الأقرب لوقت الفجر الصادق، إذ إنه يكون بعد تقويم أم القرى من 18 إلى 23 دقيقة، داعياً المصلين في العالم ممن يتبعون تقويم أم القرى بضرورة تأخير الصلاة 20 دقيقة بعد الأذان بشكل خاص». وشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن يبقى المؤذنون على اعتمادهم على تقويم أم القرى، منعاً ل»البلبلة»، والفرقة والخلاف، الذي من الممكن أن يحدث من تخليهم عن تقويم أم القرى. ولفت إلى أن «هذا الجانب أثار جدلاً واسعاً خلال الأعوام الماضية بين المشايخ والفلكيين، إذ انقسموا قسمين، فمنهم من يرى صحة التقويم، والآخر يرى العكس، إذ يرى المفتي العام السابق للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز (رحمه الله)، والحالي الشيخ عبدالله آل الشيخ، ومجموعة أخرى معهم، أن تقويم أم القرى صحيح، والأدق في تحديد أوقات الصلاة، ومواعيد شروق الشمس وغروبها، في حين يرى الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ الألباني (رحمهما الله )، ومجموعة أخرى معهما، أن التقويم يحتاج إلى تطوير وتحديث، إذ إنه غير دقيق في تحديد وقت أذان وصلاة الفجر، ويتقدم عن الوقت الصحيح من 5 إلى 30 دقيقة، ما يؤدي إلى صلاة كثير من المسلمين للفجر في غير وقتها المحدد، ما يعني بطلانها».