تفتح زيارة رئيس جمهورية مصر العربية، محمد مرسي، للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الأحد باباً جديداً للعلاقات المصرية الإفريقية التي يقول خبراء إنها تضررت بشدة من الإهمال المصري لها خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك خصوصا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في مطار أديس بابا في يونية 1995. وبعد أن كانت إثيوبيا المسمار الأخير في نعش العلاقات المصرية الإفريقية بقيادتها ما عُرِفَ بتمرد دول حوض النيل على مصر، تبرز إثيوبيا اليوم كبوابة جديدة للانطلاق المصري لإفريقيا بعد سنين من الإهمال. وتعد زيارة الرئيس المصري الجديد محمد مرسي لإثيوبيا لحضور القمة الإفريقية في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس بابا الزيارة الأولى لرئيس مصري لهذه المدينة بعد محاولة اغتيال مبارك فيها، إلا أن أديس أبابا استقبلت مسؤولين مصريين بارزين آخرين خلال حكم مبارك. ودخلت مصر وإثيوبيا في علاقات متوترة بعد محاولة الاغتيال، كما هددت إثيوبيا أكثر من مرة بإقامة سدود على هضبة الحبشة تؤثر على حصة مصر من نهر النيل ومنها سد الألفية، بالإضافة لقيادتها دول حوض النيل في مايو 2010 لإبرام اتفاقية عنتيبي لتغيير اتفاقية 1929، التي تنظم توزيع مياه نهر النيل كما تعطي لمصر حقاً تاريخياً في مياه النيل والحق في منع دول حوض النيل من إقامة أي مشروعات للري على مجراه، إلى واقع جديد يجعل مصر دولة عادية في دول حوض النيل. وتعد إفريقيا الفناء الخلفي للأمن القومي المصري خاصة فيما يتعلق بملف مياه النيل، وتمتعت مصر بعلاقات متميزة مع الدول الإفريقية خلال حكم الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر الذي اهتم بالبعد الإفريقي في السياسة الخارجية المصرية آنذاك كما جعلها سوقاً واسعاً لتصريف المنتجات الصناعية المصرية، وهو ما أمَّن لمصر تأييداً إفريقيا جارفاً في المحافل الدولية. لكن دبلوماسيين وخبراء سياسيين قالوا ل”الشرق” إن القاهرة أهملت الاهتمام بالملف الإفريقي، وفي القلب منه ملف نهر النيل، خلال حكم مبارك، حيث تم إسناد الملف إلى الأجهزة الأمنية للتعامل معه ما جعله أكثر تعقيداً، خاصة مع التغلغل الإسرائيلي في دول حوض النيل. ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور محمد سلمان طايع، إلى أهمية خلق مصالح مشتركة بين الطرفين دون أن يتضرر أي طرف، وقال طايع ل”الشرق” إنه ينبغي إنشاء مشروعات تعاونية كبيرة لا تقتصر فقط على ملف المياه ولكن تتعداها إلى شؤون الزراعة والصناعة والتجارة ويمكن من خلالها تحقيق أكبر مكاسب ممكنة لكل الأطراف. ويوجد في إفريقيا أكبر عدد من البعثات الدبلوماسية المصرية في الخارج، كما أن العاصمة المصرية القاهرة تستضيف أكبر عدد من البعثات الدبلوماسية الإفريقية، وترسل مصر للدول الإفريقية باستمرار مئات الخبراء وأساتذة الجامعات والمهندسين بالإضافة لوفود إغاثة في حالات الفيضانات والكوارث. ويقول رئيس الجمعية الإفريقية بالقاهرة، السفير أحمد حجاج، إن زيارة الرئيس المصري مرسي لإثيوبيا تكتسب أهمية خاصة لأنها أول زيارة لرئيس مصري لإثيوبيا منذ محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في إثيوبيا في يونية 1995 التي تبعها تأثر العلاقات المصرية الإثيوبية بشكل كبير.