أصبحت مشاهدة برنامج (مصر اليوم) – قناة (الفراعين)، الذي يحتكره د. توفيق عكاشة ضيفاً ويستولي –أحياناً– على تقديمه محل مقدمته حياة درديري، عادة مزمنة لا تفارقني. قبل ثورة 25 يناير لم أكن أعلم شيئاً عن (عكاشة)، وبعد متابعتي له أستطيع القول بأننا أمام ظاهرة ظريفة ولطيفة من تلك النوعية من الظواهر التي ليس مطلوباً أن نقف منها بالسلب أو بالإيجاب، بل أن نستمتع بها كما هي! توفيق عكاشة خلطة عجيبة، هو ناصري وساداتي في نفس الوقت، يهاجم نظام (مبارك) لكنه يقف مع «الفلول». له تصريحات عجيبة تعيد الذاكرة إلى تصريحات معمر القذافي: «أنا مع بشار الأسد لكني ضده»، «عدد عناصر مخابرات الإخوان 15 عنصراً وتحديداً 27 عنصراً فقط، ويتبع لكل عنصر عشرة تابعين، ليصبح عددهم 270»، «أنا بقول للأفندية بتوع الشرطة اللي حيخاف!!»، «أنا بقول للأفندية بتوع المحليات إذا ما اجتمعتوش تبقو!! واللي مش حيروح الاجتماع يبقى بيخاف من مراته»، «اللي ما راحش الانتخابات يضرب نفسه»، «الثوار خدو على قفاهم وخلو مصر تاخد على قفاها معاهم»، أما تصريحه الأجمل: «احذر من يوم 13- 13- 2013»! صدق «الزعيم» عادل إمام حين قال: «حرام توفيق عكاشة ما بقاش ممثل». الأداء المسرحي ل(عكاشة) في غاية الجاذبية، يستطيع أن يمرر تحليلاً في غاية التناقض واللامنطقية، وفي نفس الوقت يتحف المشاهد -من دون قصد- بلمحة تاريخية نادرة. هجومه الضاري –بهذه الخلطة من الظرف والتناقض والفوضى والحماس– على الإخوان، يجعلني أعتقد أنه لا يوجد إخواني في مصر يستطيع أن ينام من دون أن يشاهد (عكاشة) مستمتعاً! أستطيع أن أقول –وأنا مرتاح الضمير– إن ظاهرة توفيق عكاشة من أجمل نتائج ثورة 25 يناير مهما كان الموقف منه!