تمتلئ المكتبات بالكثير من الكتب التي تتحدث عن أسباب نجاح الرواد والرائدات في العمل التجاري وهي في مجملها تتكلم عن التركيبة النفسية وكيفية اختيار وإدارة المشاريع. هذه الأسباب لا أعتراض عليها بل إنها جيدة وتساعد المهتمين بالعمل الصغير والمتوسط على فهم القواعد الرئيسة للعمل الحر. ولكن هناك إضافة أعتقد أنها مهمة لابد أن يعيها كل صاحب عمل حر قبل أن يبدأ ألا وهي “جذور المشروع”. المقصود بجذور المشروع هي نقطة الارتكاز التي يعتمد عليها المشروع. هذه الجذور مختلفة من قطاع لآخر متى ما وعاها الرواد كان كل مجهود يعملونه مثمرا وله عائد مادي جيد. ولحسن الحظ أن هذه الجذور لا تتعدى الاثنين في أغلب قطاعات الأعمال. وهناك خاصيتان لهذه الجذور من المهم معرفتهما: الأولى: أنهما لا يريان بالعين المجردة ولكن تأثيرهما كبير جدا والثانية: أنهما يسيران بشكل متواز متى ما اختل أحدهما بطل مفعول الآخر ولتقريب الفكرة لنأخذ مثالا: في عالم المأكولات الجذور المقصودة شيئين رئيسيين هما (النظافة والنكهة). ولنا في الواقع خير مثال فكم من مطعم منزو وليس به كثير من الديكورات الجاذبة وسرعة خدمة الطلبات متوسطة ولكنه دائما ممتلئ بالزبائن الذين يأتون إليه من كل مكان في المدينة. لو أمعنت النظر قليلا لوجدت أنه ليس الديكور أو خلافه – مع أهميتها – تجعل الزبائن يتزاحمون عليه وإنما اهتمام أصحاب المطعم بتطبيق الجذور الخاصة بعالم المأكولات بشكل دائم. الاهتمام بهذه الجذور – كل حسب نشاطه التجاري – وجعلها من أساسيات العمل اليومي للمنشآت التي لا يمكن التغاضي عنها أو التقليل من شأنها يجعل المنشأة في نمو مستمر نحو القمة.