لما قابلت أبو هايس جلست أضحك ضحكا عاليا ومرتفعا قليلا، فقال لي وهو مكرمش وجهه، أرجوك أن تترك الضحك وتسمعني زين، أنا أعرف ليش تضحك، هذا صاحبي عزوز رائع وطيّب ولكن له عادات تعوّد عليها زي الزفت، عادات تجعله مصيبة من المصايب، اسمح لي أحكي لك لأني أعرفه من سنوات طويلة، شهم وكريم وكافي شرّه عن الناس لكن عنده هالعادات اللي أتعبتنا يا أصدقاؤه وزملاؤه عندك مثلا، إذا وقفت أتكلم معه أو يتكلم معي تبدأ أصابعه الكريمة بمسك ثوبي وخاصة أزراري، يبدأ يفتحها الواحد بعد الآخر من فوق إلى آخر زر تحت، بهدوء ولطافة، ثم يرجع يقفلها الواحد بعد الآخر، ثم يعاود ثانية وثالثة طوال كلامه أو استماعه. يا عزيزي، أزعجني وأحرجني، تعرف الواحد أحيانا يكون الواحد لابس ثوب أبيض مثل بياض البيض، ويكون تحته فنيلة قد تكون مشبعة بالغبار قليلا تقدر تقول على وجه التقريب مثل صفار البيض، يا رجل أتعبني، وآخر شيء وصلت إلى حل، شوفة عينك، رحت للخياط وطلبت منه يفصل لي ثوبا بدون أزرار، ولا زر واحد وتكون رقبته وطوقه على شكل تكة السروال، يعني مطاط، علشان أقدر أدخل رأسي وأخرجه مثل ما أعمل بالسروال، المشكلة يا رجل أنك ما تشعر بأصابعه إلا بعد ما يفتحها ويغلقها على الأقل ثلاث مرات، ثم ضغط على يدي أبو هايس ضغطة قوية جدا وقال وهو مشرق الوجه بابتسامة ثم ضحكة صافية جدا، من مساوئ الأخ عزوز أنه يكسر القشرة!.