اشتكى عدد من مرتادي المراكز التجارية الكبرى في جدة، من الاستغلال الذي يتعرضون له من بعض سائقي سيارات الأجرة المتمركزين في المواقف المخصصة لهم، الذين يفرضون أسعاراً كبيرة، تصل إلى خمسين ريالاً لمشوار لا يبعد سوى كيلومترين، واضعين في الاعتبار أن المسافة التي قد يضطرون لقطعها للوصول إلى الشوارع، وهم يحملون أغراضا كثيرة في أياديهم، للحصول على سيارات ليموزين أخرى، ستجبرهم على الرضوخ لهم. وقالت إحدى المتسوقات، وتدعى نرجس، إنها تضطر للعودة إلى منزلها من أحد المراكز التجارية، بأضعاف الأجرة التي تأتي بها، بسبب ما وصفته باحتكار السائقين السعوديين مواقف سيارات الأجرة الخاصة بتلك المراكز. وذكرت أنها تحاول أحيانا الابتعاد قليلا، وركوب إحدى سيارات الليموزين العابرة، لتوفر بعض النقود، لكن ليس دائما، خاصة عندما تحمل أغراضاً كثيرة، أو يكون الوقت متأخراً. أما أم عبدالرحمن، فذكرت أن أولئك السائقين لا يسمحون لغيرهم بالوقوف فيها، مشيرة إلى أن ذلك السلوك ليس في المراكزالتجارية فقط، بل أيضا أمام الفنادق خاصة عند المناسبات التي تعقد فيها مؤتمرات وندوات وغيرها. من جهتها، طالبت وفاء بتوفير وسائل نقل عام أمام تلك المراكز، وبأسعار رمزية لحماية المتسوقين، خاصة النساء، من الأسعار المرتفعة لأجور سيارات الليموزين، مشيرة إلى أن تلك المراكز تشهد إقبالاً كبيراً خلال العطلة الصيفية بسبب الفعاليات الترفيهية المقامة فيها. أما سائقو الليموزين فدفعوا عن أنفسهم تهمة المبالغة في رفع أجرتهم، مشيرين إلى أنها مناسبة خاصة وأنهم يعودون مباشرة إلى أماكنهم دون تحميل أي ركاب. وقال السائق عبدالله إن أغلب الذين يقبلون بدفع خمسين ريالاً للمشاوير القريبة، هم من زوار جدة ولا يمانعون في ذلك، كما فيه تعويض لجهلهم بكل شوارع جدة مما يمنعهم من التجول لالتقاط الزبائن كبقية السائقين الأجانب، لذا فهم يكتفون بمشاوير المراكز التجارية فقط. ولفت إلى أن أغلب السعوديات يفضلن الركوب مع سائقي الأجرة الأجانب لرخص أسعارهم، بسبب مكاسبهم الكبيرة. فيما ذكر سائق آخر أن شركات الليموزين تتقاضى 140 ريالاً من السائقين الأجانب، وتقلل المبلغ بالنسبة للسعوديين إلى مائة ريال بسبب عدم إقبال السعوديات على الركوب معهم. مشيرا إلى أن مكاسبهم بشكل عام ضعيفة ولا تتجاوز ألفي ريال شهرياً.