كارون أو قارون أو دُجَيْل الأحواز هو النهر الأكبر على الإطلاق في المساحة الممتدّة من السّند حتى بلاد الرافدين، وسمي ب(دُجَيْل الأحواز) نسبة إلى أكبر أنهار المنطقة، وهو نهر دجلة في العراق. ولا يبعد منزلنا سوى نحو مائتي متر عن هذا النهر، الذي ارتبطت به حياة الكثير من الأحوازيين، كالفلاحين وصيادي الأسماك وناقلي البضائع، خاصة أن هذا النهر -في أجزاء كبيرة منه- قابل للملاحة. كنّا نظن أن فيضان كارون لا يخرج عن كونه ظاهرة طبيعية؛ بسبب هطول الأمطار أو ذوبان الثلوج في موسم الربيع، ولم نكن نعلم آنذاك أن للاحتلال الدور الأكبر في فيضان أكبر الأنهار في المنطقة، وتدمير مئات الآلاف من الهكتارات من المحاصيل الزراعية، ناهيك عن تدمير عشرات القرى والأرياف، وجرف آلاف المنازل، والفتك بالمواشي، وحتى البشر. ولأن سلطات الاحتلال الفارسي تهيمن على الأحواز بالكامل، فترفض كري نهر كارون، كما تضع العديد من السدود على مصباته، وبالتالي تتحكم -بالكامل- في مجرى النهر ومنسوب المياه فيه، إضافة إلى ذلك، فإن الفيضانات الجارفة لنهر كارون لم تكن بفعل الظواهر الطبيعية، إلا أنها كانت بفعل الاحتلال الإيراني؛ حيث فتح السدود قبل جني المحاصيل الزراعية للفلاحين الأحوازيين؛ لقطع أرزاق المواطن الأحوازي، إذ تبيّن لنا أن الدولة الإيرانية هي من يقف خلف هذه الكارثة الكبرى التي حلّت بالأحواز، فحصدت أرواح العديد من المواطنين الأحوازيين، ودمّرت المحاصيل الزراعية، وفتكت بالمواشي، ودمرت آلاف المنازل، وراحت قرى بأكملها، فانهارت مدرستنا الابتدائية، حتى صرنا نواصل الدروس في المنازل التي أعدها المتطوعون من المواطنين الأحوازيين لتعليم أبنائهم.