لا أحد يشك أن وزارة الصحة عمدت بكل طاقتها إلى أن يكون المواطن في رضا عن الخدمات المقدمة له، وبالتأكيد الرضا التام مستحيل في مؤسسة خدماتية كبيرة وواسعة، ولكن هناك حد أدنى من الرضا لا بد منه، فإذا غاب ازدادت معاناة المواطن. ولأن الخدمات الصحية في كثير ٍ من المستشفيات لم ترق بعد إلى تطلعات الناس كانت التعليقات على الصورة التي نشرتها صحيفة «سبق» وتظهر فيها مجموعة من الحمير -أكرمكم الله- تقف أمام بوابة مستشفى ضمد في جازان.. معبرة بحدتها وتهكمها عن عدم الرضا عن الخدمات الصحية، فهناك من قال في مواقع التواصل الاجتماعي إن الحمير في حالة احتجاج وتذمر لسوء الخدمات الطبية! وهناك من خمن أن أحد الحمير لديه خبرة في العمليات الجراحية وأراد أحدهم أن يتخفى -حاله حال غيره- بأن يمارس هوايته المفضلة في غياب الرقابة! كل التعليقات كانت دراما مؤلمة في مسيرة أبناء ضمد الذين ينتظرون خدمات طبية متقدمة! قد يقول أحدهم إن مرور الحمير عابر والتقاط الصورة في تلك اللحظة شيء وارد حالها حال الخروف الذي كان يركض في ممر أحد المستشفيات في عرعر والعبرة في الخدمات لا بالصور، وهنا مكمن الكارثة.. فالقضية بالتأكيد ليست في الصورة، بل في مواطن ينتظر خدمات طبية متكاملة.. لقد سئم المواطن من إرسال برقيات طلب العلاج في مستشفيات المدن الكبرى، وعانت ميزانية المواطن بحثاً عن العلاج في الخارج.. المواطن بحاجة إلى مزيد من العناية الطبية لا أكثر.