أكدت مصادر سورية ل “الشرق” انتشار ظاهرة العثور على جثث مجهولة الهوية في بساتين ريف دمشق لاسيما في قرى وبلدات القلمون، وبينت أنه منذ نحو أسبوعين تتزايد أعداد الجثث التي يُعثَر عليها وغالباً ما تكون متفسِّخة ويصعب التعرف عليها خصوصاً بعد التهام الحيوانات أجزاء منها. يأتي ذلك فيما بدأت معظم مناطق ريف دمشق أمس إضراباً لمدة ثلاثة أيام استجابة لدعوات وجهتها هيئات مختلفة من الثورة السورية وذلك رداً على مجازر النظام في دوما وزملكا وغيرها من المناطق، وامتد الإضراب ليشمل أسواق وسط العاصمة. وأفادت تقارير الناشطين أن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 70 % في قبر عاتكة والسويقة وباب سريجة و100 % في القدم والقابون والميدان والحلبوني باستثناء بعض المناطق التي تدخل فيها الأمن والشبيحة وخلعوا أقفال المحال التجارية وأرغموا أصحابها على فتحها عنوة كما حدث في عين ترما وكفر سوسة، بينما لم تتجاوز نسبة الاستجابة للإضراب في مناطق محدودة 20 % كما في زقاق الجن والبحصة، وأُحصِيَت أكثر من 52 منطقة استجابت لدعوات الإضراب في دمشق وريفها. وقال أحد قادة سرايا الصحابة في حي الميدان ل “الشرق” إن حالة عصيان مدني سادت الحي عند الجامع الكبير وسوق الذهب وبورسعيد والمنطقة الصناعية وعلى أوتوستراد درعا عمان الدولي ترافقت مع انتشار أمني كثيف، مؤكداً أن الإضراب شامل وبنسبة 100 %، في حين سُجِّلَت مشاركة فاعلة في الإضراب لمخيم اليرموك وبلغت النسبة في شارع صفد نحو 70 % بينما انتشرت قوات الأمن والشبيحة فيه وطالبت أصحاب المحلات بفتح متاجرهم لكن أحداً لم يستجب. وفي حرستا بريف دمشق، بدأ الجيش النظامي من الصباح الباكر عمليات قصف على المدينة بعد أن سبق له سحب حواجزه منها وبعد أن أغلق دوار الثانوية بسواتر رملية يصل ارتفاعها أكثر من متر ونصف على الطرق المؤدية إليه، مع وجود دبابات ومدرعات، وطال القصف لأول مرة مناطق سكنية مزدحمة مثل أحياء السيل والمنطقة القريبة من دوار الحسن والثانوية والبستان والبيدر، وشوهد طيران مروحي يحلق في سماء المدينة على علوٍ منخفض منذ الصباح مع انتشار للقناصة على أطراف بعض الأحياء. ويُذكَر أن ناشطين حذروا منذ يومين من تعرض حرستا للقصف بسبب الكثافة السكانية المرتفعة فيها ونزوح أعداد كبيرة من سكان حمص وريف دمشق إليها. وفي حي التضامن بدمشق نصبت مجموعات من الجيش الحر كميناً لعناصر الأمن والشبيحة أثناء اقتحامها الحي ومحاولتها تفريق مظاهرة فيه، ما أسفر عن مقتل خمسة شبيحة والاستيلاء على سيارة بيك آب عليها رشاش عيار خمسمائة وعتاد حربي داخلها، كما استهدف الجيش الحر حافلة للشبيحة في شارع الشهداء أثناء دخولها الحي وسقط عدد منهم جرحى، وسارعت أجهزة الأمن لاستدعاء تعزيزات من الجيش وطوَّقت المكان من محاور يلدا وببيلا ودف الشوك.