نواف بن سليمان من زينك، كلمة تهكمية يطلقها الرجل على المرأة أو العكس، تكون أحيانا بداية لقصة إعجاب، أو نهاية حب جميل، وبداية مغامرة أخرى بعد أن وجدنا الأزين، وقذفنا الأقدم زينا، بكلمة من زينك، لتعبر عما بداخلنا، من ملل وضجر لعلاقة الحب هذه. الحب يتمناه الكل، وعندما نجده نهرب منه،يجذبنا، ويقلقنا، ويعذبنا. يلعب القدر دور كبير في اختيار من نحب، البعض يجذبنا، شكلا، والبعض يجذبنا أسلوبا، والبعض يدخل عالمنا في لحظات ضعف، فلا نميز فيه لا شكلا ولا أسلوبا وبين تلك الاختيارات، نصيب ونخطئ، نعيش البداية، لحظات إعجاب،نريده أن يتكلم ويتكلم، تطربنا كلماته، وتنعشنا تعبيراته، كل شيء فيها جميل، فرحها جميل وغضبها أجمل، نتعمق بعلاقتنا، فلا نتردد في أن نقول كل ما يدور بداخلنا، إنه الإنسان الوحيد الذي يعرف أسراري، وهي كذلك، تنثر له كلاما لا تستطيع أن تقوله لغيره، تحبني؟ سؤال لا يمل أحد من طرحه، طربا، لكلمة أحبك، و تأكيدا لمصداقيتها. كلما تعمقت كلمات وأحاسيس الحب داخلنا زادت طلباتنا، نريد المزيد من الحب، اهتماما، وحنانا، وعطفا، وشغفاً بما يدور في بال من نحب، ونبني جسرا غير مرئي بين أرواحنا، نشعر بتفكيره بنا، ونشعر بصحوته ومنامه، أحاسيس نجسدها،عند المحبين فقط، ونكرر، هل غبت عن بالك؟ نجد من يُصغي لهذه المشاعر، ونجد من يتجاهلها، شيئا فشيئا، في لحظات كثيرة، نشعر أن الحب أضاف لنا سعادةً وفرحا وفي لحظات أكثر، نشعر أنه أضاف لنا ألماً وحزنا، نضغط على من نحب، إما لتأكيد تمسكنا به أو لنقنع أنفسنا بأننا على حق، ونحمل الطرف الآخر، أي خطأ، تبرِأتُنا لمشاعرنا عندما نفيق من أزمة الحب، نتلمس اختيارتنا، ونجدنا أخطأنا الاختيار، هذا ما سوف نردده داخل أنفسنا، ثم نبوح به لمن حولنا. تغضبنا الكلمات التي كانت تسعدنا في بداية حبنا، أصبحنا أكثر غضبا، وأسوأ ظنا فيمن نحب، نحلل كلماته، ونفسر تعابيره ونبني عليها نتائج ما يدور بمخيلتنا، ونكرر مرارا: أنت ما صرت تحبني مثل الأول؟! ندافع، ويدافع، وتذهب بنا الحياة، نحو الملل والقلق، لم أعد أحس بمعنى الحياة، ولا أدري ، إلي أي مصير ذهب بي هذا الشقي؟ لقد جرحني في مشاعري وحطم قلبي! البعض يفيق من هول الصدمة! والبعض يحاول أن يسترجع الحبيب! وعندما يفشل،لا يتردد لحظه في أن يقول، من زينك؟! وتبقى وكأنها رحلة حُلم، أو «كابوس» بحسب درجة «التعاسة» في كل تجربة، فما أحرى أن توغل في حياتك برفق!