هل نحن نعبّر عن حبنا بكل صراحة ووضوح؟ ومن دون تحفظ أو خجل من عادات وتقاليد «بالية»؟! لا بد لنا أيها السيدات والسادة أن نجعل «الحب» ضمن برنامجنا اليومي والأسبوعي أو الشهري كل بحسب وضعه وظروفه، فالتهاون فيه أو عدم وضعه ضمن الأولويات الحياتية ينعكس واقعاً سلبياً داخل وخارج بيوتنا الاجتماعية «العائلية» فمن منا يرضى «الرتابة» و»البؤس» في حياته العاطفية؟! لا أعتقد، بل أجزم أن لا أحد يريد ذلك! اذاً فلماذا الجفاء والقسوة مع النفس قبل الآخرين، ولماذا نحرم أنفسنا ومن نحب بأن نعلن حبنا وعاطفتنا لهم بشفافية وبطريقة وأسلوب راق وتلقائي بعيداً عن الرسمية أو ضوابط وتعقيدات بعض الموروثات! يقولون بأن الطاعة والالتزام والتضحيات والعطاء هي ثمرة من ثمرات الحب النقي الصادق غير المشروط وغير المحدد بنتائج وقتية تذهب بمجرد ذهاب ذلك الحب. فقد لا يستطيع أي انسان «انسانة» وفي ظروف معينة ألا يبوح بحبه أو عاطفته لمن يحب، ولكن هل هذا سبب كاف لعدم اظهار حبنا لمن حولنا في «البيت» أو «المدرسة» أو «الحارة»؟ ألا نستطيع أن نعبر عن حبنا لأهلنا أو لأبنائنا؟ وهل يستطيع أحدنا أن يقول لوالده أو زوجته أو أحد أبنائه أو من يعيشون معه «أنا أحبكم»؟! أعتقد بأن هذا غير موجود في أغلب بيوتنا ومجتمعاتنا وللأسف! وإذا كنا كذلك فهل نستطيع أن نعبر عن حبنا خارج بيوتنا لأصدقائنا ومعلمينا أو أطبائنا أو نصفنا الآخر عند الاقتران أو الخطوبة ربما نستطيع ذلك، أقول ربما لأننا تحررنا من بعض القيود و»السلاسل» المفروضة علينا داخل بيوتنا ممن كان الأولى بهم أن يزرعوا فينا «الحب» الحقيقي وأن يلبسونا من عواطفهم الجياشة المفقودة لكي نعبر ونرد لهم جزءاً من ذلك الحب وتلك العواطف. لن أذهب بعيداً كي لا أبعد عن واقع أليم نعيشه أو يعيشه أغلب فئات مجتمعنا «الصحراوي» ذو المناخ العاطفي «القاري» أي شديد الجفاف؟! اقول بأنني لن أذهب بعيداً لكي أقول بأن هناك غالبية ترى في التعبير عن حبك واحترامك لزوجتك بأنه نقص في رجولتك أو ضعف في شخصيتك! وهذا للأسف واقع معاش يعبر عن «خريطة طريق»، أقرتها تقاليد مجتمعية جعلت من أي شخص يعبر عن عواطفه او أحاسيسه الشخصية لمن يحب بأنه انسان غير سوي «جبان» «ناقص» بحسب المفهوم القبلي في بعض الأحيان! كل ذلك حقيقة لا يمكن التراجع عنها أو الهروب الى الأمام من صدقيتها... نعم أيها الأخوة والأخوات نحن نحتاج الى بعض المهارات لكي ننجح في بدء حبنا وإظهار عواطفنا وألا نقف مكتوفي الأيدي والألسن عن التعبير عما يدور في جوانحنا، بل علينا أن نغير من أساليبنا وعاداتنا، فمن بدون وجود حراك سلوكي «إنساني» «عاطفي» لا يمكن أن يكون هناك حماس لإظهار عزيمتنا وتفجير طاقتنا كي نحب، ونجعل حبنا سبب رئيسي لنجاحنا في جميع شؤون حياتنا. لابد أن يكون هناك مهارة وتصور والتزام يخالطه مرونة وصبر في إحدى ظروفنا الاجتماعية المعوقة لنا في بعض نواحي حياتنا. دعونا أيتها الأخوات والأخوة نبدأ حياتنا وبرامجنا اليومية بكلمة «حب» لمن نحب، ونختمها بأجمل وأعذب كلمة «حب» لمن نهوى و»نحب». فالحياة «قصة حب جميلة»، لمن استطاع أن يفك شفراتها، وكما قال الشاعر: «الذي لا يحضرني اسمه» «الحياة حلوة بس نفهمها» فهل فهمناها كما ينبغي «بدلالها» و»حنانها» و»الهامها» و»سرورها»، ربما ولكن حتى هذه اللحظة لا أعتقد ذلك دمتم ودامت حياتنا مليئة ب»الحنان» و»الحب». [email protected]