المناسبات الجميلة تذكرنا بشيء افتقدناه أو كدنا نفتقده اسمه الحب! وبالحب تعمر النفوس وتنتشي الأرواح، وتتفتح العقول، وتطرب الأفئدة، ويدب النشاط في الجسد! لم يعد لكلمة الحب ذاك السحر الذي كان من قبل، وغابت عنها كل مفاعيلها في النفس والقلب والأحاسيس! الحب صار وجبة سريعة غابت عنها رائحة التراب والزرع ونكهة الأصالة والجذور! الحب صار قيمة منسية افتقدت أصالة التراث والقيم! وعلاقات الحب صارت تقوم على حوامل مثل: كم تمتلك من أموال وعقارات وسيارات؟! أو في أي موقع وظيفي أنت لأستفيد من موقعك؟ أو ماذا يمكنك أن تقدم لي من خدمات؟! لأننا صرنا في زمن السوق! وزمن السوق ضاغط، قاهر، صعب، كل واحد فيه يبحث عن مصالحه! والجميع يلهث وراء أهداف حددها السوق وفكره وهي: أنا أولا! قد ندوس من يمكن أن يعيق تقدمنا وصعودنا! قد ننسى صلة الرحم! ولا نفكر بأصحاب الحاجات وذوي الاحتياجات! وقد نهجر من أحببناه وأحبنا ذات يوم واعتقدناه حبنا الأبدي فالزمن زمن السوق، والسوق سباق، وفي السباق كل واحد يريد أن يربح، وأن يكون في المقدمة ولو ديس الآخرون، لذلك يشعر بعضنا بالحنين إلى الماضي! ومن الماضي قد تثير مشاعره أغنية، أو حكاية المحبة والتلاقي ونبذ النشاز الذي لا يعرف الحب، ولا يتعامل بمحبة! أعود إلى السؤال: لمن سأهدي وردتي الحمراء، الوردة تذبل وأنا حائر أمام أسئلة قلبي، ويستمر عقلي حائرا أمام تلك الأسئلة! فلماذا لا نحب؟! ولماذا نتخلى عن أهم قيم المجتمع، المحبة؟! لنبطئ الخطى باتجاه شراهة السوق، فربما استطاع الحب أن يلحق بالمصالح، وتتصالح المصالح معه قدر الإمكان؟! ربما أحلم! لكن لنحاول ولندعو إلى الحب، وإلى قيم المحبة! لنزرع الحب في نفوس الصغار، ولنعده إلى أفئدة الكبار! لكن، حتى تعود إلينا مشاعر الحب، وقيم المحبة، تكرر وردتي ما يسأله قلبي: لمن سأهدي وردتي الحمراء؟! وأكرر السؤال لعقلي وأسأله: من يستحق باقة الورد؟ وأمام تكرار الأسئلة أتلفت حولي علني أرى من أهديه الوردة! أستعيد صور الناس الذين لم يفسدهم عصر السوق وقيمه، والسرعة وما يمكن أن ينتظرنا بسببها، والوجبات المستوردة ومخاطرها. فيحتل وطني وشعبنا الطيب الأصيل قلبي وعقلي ومشاعري، فلا أتردد بتقديم وردتي الحمراء إليهم. وبالتأكيد أنتم تستحقون ذلك، وأكثر. محمد بن أحمد الناشري القنفذه