دعت المملكة العربية السعودية إلى تبني موقفٍ حازم وواضح يُلزِم النظام السوري بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة السورية وفقاً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الثالث الذي عُقِدَ أمس في العاصمة الفرنسية باريس. وقال نائب وزير الخارجية إن المملكة تعرب عن تقديرها لترتيب هذا الاجتماع في إطار لقاءات أصدقاء سوريا التي بدأت في تونس ومن ثم في إسطنبول والآن في باريس. وأضاف «لا أريد أن أشير في هذه المداخلة إلى تعقيدات الشأن السوري التي تدركونها جميعاً، وتوقفنا عندها كثيراً، وكنا في كل مرة نلتقي فيها حول هذا الموضوع نعبر فرادى ومجتمعين عن شعورنا العارم بالألم والأسى، لما نشاهده على شاشة التلفاز وبشكل يومي من أبشع صور القتل والتنكيل والإبادة يرتكبها نظام طاغٍ ضد شعبه الأعزل ويسقط نتيجة ذلك ألوف الضحايا بما في ذلك الشيوخ والنساء والأطفال شاءت الظروف أن تحرمهم من حق الدفاع المشروع عن النفس». وتابع «إذا أريد لهذا الاجتماع أن يخرج بنتيجة أو جدوى تعزز ثقة الشعب السوري تجاه أصدقاء سوريا، فليس أقل من أن تدرك ثلاثة أمور ونوصي بثلاثة أخرى، الأمر الأول أن النظام السوري بات تتوفر لديه القناعة أن اجتماعاتنا بدلا من أن تكون مصدر قلق لديه أصبحت تشكل فرصة تتيح له مزيداً من الوقت للمضي في حربه ضد شعبه وكلنا يتذكر ما قاله مؤخراً أن بلاده تجتاز بالفعل حالة حرب، الأمر الثاني أن ما هو مطروح من مبادرات أو أفكار سواء من خلال المبادرة العربية أو خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي عنان أو ما رُشِّحَ عن اجتماع لجنة الاتصال في جنيف وغير ذلك من أفكار وطروحات قد يقبل نظام الأسد شيئاً منها أو يقبلها جميعاً ولكنه لن يمتثل في كل الأحوال إلى أي عملية تفضي إلى حل سياسي طالما أن لديه قناعة بحسم الموقف أمنياً، في ظل واقع يضمن له الدعم الدبلوماسي والسياسي وبالسلاح من قِبَل دولة عظمى. وأردف قائلا «الأمر الثالث الذي يجب أن نعيه في اجتماعنا أن الوضع في سوريا دخل مرحلة جديدة توحي بقرب انهيار النظام برمته نتيجة تزايد أعداد المنشقين عنه وتناقص حماس المؤيدين له الذين باتوا أكثر ميلاً ومرونة لتلمس وسائل تخرجهم من مأزق تأييدهم لهذا النظام الذي يتهاوى». واستكمل نائب وزير الخارجية قائلا «عليه فإن بلادي ترى أن الوقت حان كي نثبت للرأي العام العالمي وللشعب السوري على نحو خاص أن أصدقاءهم في باريس خرجوا هذه المرة بما يمكن أن يحدث اختراقاً مهماً في أسلوب تعاطينا مع الأزمة السورية وذلك باتخاذ ما يلي، أولاً، تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة وفقاً لما نصت عليه البنود الستة لخطة كوفي عنان، ثانياً، إثبات جديتنا وحزمنا في معالجة الموضوع السوري عن طريق الدعوة لإحالة هذا الأمر مجدداً إلى مجلس الأمن في مسعى لإصدار قرار يلزم النظام السوري بالامتثال لخطة عنان استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، ثالثاً، بذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتقوم بدورها المأمول في سياق عملية نقل السلطة والتهيئة لعهد جديد في سوريا تتحقق معه طموحات وآمال الشعب السوري». واعتبر الأمير عبدالعزيز بن عبدالله أن اجتماع فئات المعارضة السورية الذي رعته الجامعة العربية في القاهرة قبل يومين يشكل خطوة مهمة يتعين البناء عليها واستكمالها في سبيل إيجاد رؤية مشتركة تلتقي عندها كافة أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج سواء فيما يتعلق بمبادئ وأسس العهد الوطني أو ما له علاقة بتفاصيل المرحلة الانتقالية للعملية السياسية في سوريا المستقبل».