دعت المملكة العربية السعودية إلى تبنى موقف حازم وواضح يلزم النظام السورى بالتخلى عن الخيار الأمنى وقبول النهج السياسى لحل الأزمة السورية، وفقا لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان. جاء ذلك خلال كلمة السعودية أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الثالث الذى عقد فى العاصمة الفرنسية باريس الجمعة 6 يوليو 2012 وألقاها الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودية.
وقال الأمير عبد العزيز إن النظام السورى بات تتوفر لديه القناعة إن اجتماعاتنا بدلا من أن تكون مصدر قلق لديه أصبحت تشكل فرصة تتيح له مزيدا من الوقت للمضى فى حربه ضد شعبه وكلنا نتذكر ما قاله الأسد مؤخرا إن بلاده تجتاز بالفعل حالة حرب.
وبين نائب وزير الخارجية السعودية أن ما هو مطروح من مبادرات أو أفكار سواء من خلال المبادرة العربية أو خطة المبعوث العربى الأممى المشترك عنان أو ما رشح عن اجتماع لجنة الاتصال فى جنيف قد يقبل نظام الأسد شيئا منها أو يقبلها جميعا ولكنه لن يمتثل فى كل الأحوال إلى أى عملية تفضى إلى حل سياسى طالما أن لديه قناعة بحسم الموقف أمنيا، فى ظل واقع يضمن له الدعم الدبلوماسى والسياسى وبالسلاح من قبل دولة عظمى.
وأشار إلى أن الوضع فى سوريا دخل مرحلة جديدة توحى بقرب انهيار النظام برمته نتيجة تزايد أعداد المنشقين عنه وتناقص حماس المؤيدين له الذين باتوا أكثر ميلا ومرونة لتلمس وسائل تخرجهم من مأزق تأييدهم لهذا النظام الذى يتهاوى.
وشدد أن "الوقت حان كى نثبت للرأى العام العالمى وللشعب السورى على نحو خاص أن أصدقاءهم فى باريس قد خرجوا هذه المرة بما يمكن أن يحدث اختراقا مهما فى أسلوب تعاطينا مع الأزمة السورية وذلك باتخاذ موقف حازم وواضح يلزم النظام بالتخلى عن الخيار الأمنى وقبول النهج السياسى لحل الأزمة وفقا لما نصت عليه البنود الستة لخطة كوفى عنان".
ودعا المسئول السعودى إلى إحالة هذا الأمر مجددا إلى مجلس الأمن فى مسعى لإصدار قرار يلزم النظام السورى بالامتثال لخطة عنان استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة، وكذلك إلى بذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتقوم بدورها فى سياق عملية نقل السلطة والتهيئة لعهد جديد فى سوريا تتحقق معه طموحات وآمال الشعب السورى.