دعت المملكة إلى تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام السوري بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة السورية، وفقاً لخطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. جاء ذلك في كلمة المملكة، التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية، أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الثالث الذي عقد اليوم في العاصمة الفرنسية باريس. وطالب سموه باتخاذ إجراءات تعزز ثقة الشعب السوري تجاه أصدقاء سوريا، لافتاً الي أن النظام السوري بات تتوفر لديه القناعة أن اجتماعاتنا بدلاً من أن تكون مصدر قلق لديه أصبحت تشكل فرصة تتيح له مزيداً من الوقت للمضي في حربه ضد شعبه، وكلنا يتذكر ما قاله مؤخراً أن بلاده تجتاز بالفعل حالة حرب. وأوضح أن ما هو مطروح من مبادرات أو أفكار سواء من خلال المبادرة العربية أو خطة المبعوث العربي الدولي المشترك كوفي عنان، أو ما رشح عن اجتماع لجنة الاتصال في جنيف، وغير ذلك من أفكار وطروحات قد يقبل نظام الأسد شيئاً منها أو يقبلها جميعاً، ولكنه لن يمتثل في كل الأحوال إلى أي عملية تفضي إلى حل سياسي طالما أن لديه قناعة بحسم الموقف أمنياً، في ظل واقع يضمن له الدعم الدبلوماسي والسياسي وبالسلاح من قبل دولة عظمى. وأضاف أن "الذي يجب أن نعيه في اجتماعنا اليوم أن الوضع في سوريا قد دخل مرحلة جديدة توحي بقرب انهيار النظام برمته، نتيجة تزايد أعداد المنشقين عنه وتناقص حماس المؤيدين له، الذين باتوا أكثر ميلاً ومرونة لتلمس وسائل تخرجهم من مأزق تأييدهم لهذا النظام الذي يتهاوى". وقال إن المملكة ترى أن الوقت قد حان كي نثبت للرأي العام العالمي وللشعب السوري على نحو خاص أن أصدقاءهم في باريس قد خرجوا هذه المرة بما يمكن أن يحدث اختراقاً مهماً في أسلوب تعاطينا مع الأزمة السورية. ودعت المملكة إلى تبني موقف حازم وواضح يلزم النظام بالتخلي عن الخيار الأمني وقبول النهج السياسي لحل الأزمة، وفقاً لما نصت عليه البنود الستة لخطة كوفي عنان. كما طالبت بإحالة هذا الأمر مجدداً إلى مجلس الأمن في مسعى لإصدار قرار يلزم النظام السوري بالامتثال لخطة عنان استناداً إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وشددت المملكة على بذل كل جهد ممكن لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتقوم بدورها المأمول في سياق عملية نقل السلطة والتهيئة لعهد جديد في سوريا تتحقق معه طموحات وآمال الشعب السوري. واعتبرت المملكة أن اجتماع فئات المعارضة السورية التي رعته الجامعة العربية في القاهرة قبل يومين يشكل خطوة مهمة يتعين البناء عليها واستكمالها في سبيل إيجاد رؤية مشتركة تلتقي عندها كافة أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، سواء فيما يتعلق بمبادئ وأسس العهد الوطني أو ما له علاقة بتفاصيل المرحلة الانتقالية للعملية السياسية في سوريا المستقبل.