عبدالله مطلق العنزي «العجاجة» هي عبارة عن زوبعة لزوجة نافشة شعرها حتى يخيل إليك، بأن هذا الشعر سوف يلامس سقف المنزل، أو لابنة في عمر الزهور مقبلة مدبرة مكرة مفرة، و لأخت حشرها أب جشع حتى فاتها القطار مسرعا، برغم إن قطارتنا كلها كثيرة العطب والوقوف والاصطدام ،إلا هذا القطار! أو لعائلة سعودية كاملة النمو تستعد لفرح من الأفراح المنهكة للمال والرجال، المال هو ما ننحت في الصخر لكسب وده والتنعم ببركاته ، ندرس ونتعب ونسهر الليالي ونوهم أنفسنا بأننا نتعلم للعلم، ولكننا نتعلم من أجل الوصول إلى المال، نقوم في الصباح الباكر ونتحمل المصاعب ونزاحم ونقاتل، ننحشر أحيانا في علب سردين، مكيفة تكييف سيئ، مع وجوه و أصابع ودواب، وهذا ليس عيبا بل هو العصامية بأروع و أبهى صورها والكفاح الشريف والكسب الحلال، ولكن الكارثة تكمن في تدبيرنا نحن البشر بالتصرف في هذا المال الذي تعبنا من أجله ونصرفه في كل مناسبة، بل نصرف في يوم واحد ما كسبناه وجمعناه في شهر من دمنا وعرق جبيننا وكأننا لم نتعب في الأساس! أيها السيدات والسادة! أرجوكم كل الرجاء بأن تتركونا من التبذير ولا تجعلوا منا إخواناً للشياطين، وابتعدوا لنبتعد عن كل ما هو كاذب وهادم لميزانية كل أسرة تعيش في ظل ظروف المجتمع التي لطالما تتغير من حال إلى حال، ودعونا نبني ونوفر لمستقبل أفضل وجيل قادم نحن مسؤولون أمام الله عنه، ورفقا بنا نحن ذوي الدخل المحدود وتأكدوا بأننا ملزمون بمجاراتكم في كل ما تفعلون، ولو دخلتم جحر ضب لدخلناه خلفكم و تابعيكم لا محالة! وحتى العاملون البسطاء لم يسلموا من هذه الآفة التي لطالما أصابت كل إنسان يعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة والمظاهر الخداعة، وجميع هؤلاء الموظفين المغلوبين على أمرهم في آخر الشهر ينتظرون أجرهم بلهفة عارمة وشوق جارف لسد متطلبات بيوتهم من تسوق وحب الشراء لكل ما يخطر على البال من غال ونفيس ولكن بدون تقدير لمدى حاجته أو قيمته، وحدهم معشر الجن هم الذين لم نرهم في البورصة العالمية، ومن يدري ربما لديهم زوجات عنيدات ومراكز تسوق وقصور أفراح ورحلات سياحية خاصة بهم . ختاما: احفظوا قرشكم الأبيض ليومكم الأسود، حكمة حفظناها عن ظهر قلب، ولكن لم نعمل بها حيث إننا جميعا مغرر بنا من معشر القوارير ومغسولة أفكارنا، أفئدتنا رطبة وقلوبنا خضراء.