حذَّر اقتصادي المواطنين من إطلاق العنان لطلبات القروض الاستهلاكية في ظل توجه البنوك بشكل كبير إلى رفع مخصصاتها الائتمانية تمهيدا لجذب المزيد من عملاء القروض، داعيا الأفراد والأسر السعودية الذين استفادوا من إعانة حافز إلى ضبط أنفسهم وعدم الاندفاع في الحصول على قروض لمجرد إحساسهم بأن الإعانة سترفع عن كاهلهم بعض الالتزامات الأسرية مشددا على مقترضي الأسهم بضرورة الاستفادة من تجربتهم السابقة وعدم الوقوع في الفخ مجددا. وقال الاقتصادي الدكتور سعيد المالكي ل «الشرق» إن حجم القروض الاستهلاكية في المملكة تجاوزت سقف 246 مليار ريال، خلال الربع الأول من 2012م، وهو شيء ينذر بمخاطر على الاقتصاد، داعيا مؤسسة النقد إلى إجراءات احترازية تخفف من الاندفاع نحو القروض ويمكن أن تطلق حملة لتوعية الناس بمخاطر القروض وتراكمها وأثرها السلبي على المجتمع والاختلالات التي تحدثها للاقتصاد خصوصا في ظل تنامي الاقتصاد الخفي وظهور بيوت تمويل عشوائية سواء على مستوى الأفراد أو المنشآت. وقال المالكي بتنا نرى في الكثير من الأسواق والمواقع مؤسسات تبيع منتجات بسعر عال ثم تقوم بشرائها مجددا بسعر منخفض للعميل، وقد يصل الفرق في بعض الأحيان إلى 20% ثم يقوم هذا المحل بتقسيط المبلغ على العميل على فترات طويلة بعد أخذ الضمانات التي تكفل له الحصول على حقوقه وكل هذه نماذج حديثة للتمويل العشوائي الذي لا يخضع لأي نظام الأمر الذي يضاعف من دور الجهات المعنية في التنبيه والتوعية بمخاطره. يذكر أن تقريرا صدر عن مؤسسة النقد أخيراً كشف عن ارتفاع حجم القروض الاستهلاكية التي قدّمتها البنوك والمصارف السعودية بنهاية الربع الرابع من العام الماضي إلى أكثر من 242.2 مليار ريال بنسبة ارتفاع 22% عن الفترة نفسها من 2010 التي وصلت فيه إلى 198.8 مليار ريال. وأشار التقرير الإحصائي لمؤسسة النقد إلى أن حجم القروض الاستهلاكية في الربع الرابع من العام الماضي ارتفع 16.8% مقارنة بالربع الأول من العام نفسه، الذي تجاوز 208.3 مليار ريال.