تدخل الأزمة السورية فصلا جديدا بعد اجتماع جنيف وكذلك اجتماع المعارضة السورية في القاهرة، في الوقت الذي يستمر الأسد في حربه المجنونة ضد الشعب السوري، ويرتكب مزيدا من المذابح بشكل يومي، بينما تتراجع قوته العسكرية على الأرض وينسحب مقاتلوه من مساحات كبيرة من البلاد تحت ضربات الجيش الحر. لقد بات من الواضح أن المجتمع الدولي لن يسعى حالياً للضغط على نظام الأسد ولن يسعى لمساعدة الشعب السوري، وهذا ما يتضح من نتائج اجتماع جنيف، حيث بقيت واشنطن والغرب على موقفهم، بينما ما تزال موسكو تصر على دعمها الأسد. هذا الموقف الأمريكي الغربي لا يمكن تفسيره تجاه ما يجري في سوريا سوى أنه ينم عن عدم الرغبة في تغيير الأسد، خاصة أن اتفاق جنيف لا ينص على تنحيته. وقد تأتي نتائج اجتماع جنيف بنتائج عكسية على الشعب السوري والجيش الحر، خاصة إذا صدر عن مجلس الأمن قرارٌ بتطبيق خطة عنان تحت البند السابع الذي يعني الضغط ليس على نظام الأسد فحسب بل على الجيش الحر وثوار الداخل أيضاً، والأخطر أن تطلب المعارضة السورية المجتمعة في القاهرة من مجلس الأمن ذلك، خاصة أن هذا الموقف تبناه أمين عام الجامعة العربية ولسان حاله يقول ليس باليد حيلة. أجمع العالم أمس الأول في جنيف على القول إن لا حل في سوريا سوى الحل السياسي وتراجعت القوى الغربية عن كل ما ادّعته من تخلٍ عن نظام الأسد، فخطة عنان لا تشترط تنحية ولا محاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم ولا حتى إطلاق المعتقلين، بل كل ذلك مرتبط بحكومة وحدة وطنية يأمل عنان في الوصول إليها، لكن الواقع على الأرض مختلف تماما، فثوار سوريا في الداخل لن يقبلوا، بأقل من إسقاط الأسد ومحاكمته وزمرته المسؤولة عمّا جرى في سوريا منذ انطلاق الثورة. وأمام هذه المعطيات يمكن القول إنه طالما اتفق المجتمع الدولي على خطة عنان ولم يجد حلا آخر، سيبقى نزيف الدم السوري مستمرا، خاصة أن هناك معلومات تشير إلى بدء إيران استعدادات للدخول بشكل مباشر في الأزمة السورية عبر ما يسمى بفيلق القدس بمباركة ودعم من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.