يجذب خمسة إخوان يعملون بتناغم مع بعضهم البعض، في مهنة الزراعة التي يعتبرها البعض مهنة البسطاء قديماً، وهم يرددون أهازيجهم الشعبية، الزوار في وسط القرية التراثية. التقينا بهم بعد أن دعونا للجلوس على الحصير القديم لتبادل أطراف الحديث معهم وللتعرف على قصتهم، يقول الأخ الأكبر «العم علي» «ما زلنا نعتمد على مهنة الزراعة، ولدينا مزارعنا في منطقة القصيم، ونشارك دائماً في المهرجانات الوطنية لتمثيل مهنة الزراعة، وأهم مشاركاتنا تكون في مهرجان الجنادرية، كما نشارك في المهرجانات التي تقام في منطقة نجد». أضاف «حرصنا على المشاركة في مهرجان أرامكو حتى يعرف الناس كيف كانت حياة المزارع البسيطة، حيث لم تكن هناك حراثات وأجهزة حديثة، وكان الجميع يعمل بيديه، وكانت المزارع متقاربة والجميع يعملون مع بعضهم البعض لا فرق بين مزرعتي ومزرعة جاري، فنحن نتعاون مع بعضنا لإنهاء العمل». أفاد «نحرص على تدريب أبنائنا وأحفادنا على الزراعة حتى لا تندثر هذه المهنة في العائلة». أما أحد الإخوة فيقول «عندما يتملكنا التعب نبدأ بترديد الأهازيج والمواويل حتى يبعث فينا النشاط، الأهزوجة توصف مشاعر المزارع وهو يحرث الأرض وولعه وإحساسه بها حين يتملكه التعب والجوع والعطش حتى يكمل عمله في أرضه». وبدا لنا أن الإخوة الخمسة يستمتعون بالحديث عن حياتهم البسيطة حيث يتناوبون على الإجابة على الأسئلة بينما يشيرون بين الحين والآخر إلى أن جمال الحياة القديمة كانت في بساطتها، ورغم مشقتها إلا أن روح التعاون كانت تضفي على الحياة هذا الجمال. أحد الإخوة يشير إلى «الجليب والساقية» ويقول «ما زلنا معتمدين على الجليب «البئر» لسقاية الزرع»، في نفس الوقت يشير أحدهم إلى غرفة صغيرة مصنوعة من سعف النخيل يقول «لم تكن هناك حمامات في السابق وكانت المرأة تغسل شعرها وتمشطه هناك». المنطقة في وسط القرية التراثية صممت بطريقة تشعر المار بأنه يشاهد بيئة زراعية مكتملة فوجود الجليب «البئر»، والحظيرة، والنخيل وتصميم الأرض للحراثة، والأهم من كل ذلك الفلاحين بأهازيجهم التي تملأ المكان جعلت منه مكاناً شبيهاً بالمزرعة الصغيرة، ذات رائحة الماء والعشب والطين.