حقق رطب القطيف، هذا العام، موعداً قياسياً جديداً في نضوجه، بظهور ثلاثة أنواع دُفعة واحدة في أوقات متقاربة جداً، مخالفاً بذلك الترتيب الزمني المعتاد لدى المزارعين. واستقبلت أسواق المحافظة أنواع «الماجي، البُكيرات، الغُرّة» في أيام متقاربة بعد أن كان ظهور «البُكيرات» يتأخر ثلاثة أسابيع عن «الماجي»، كما كان «الغُرّة» يتأخر عن البكيرات بمدة مشابهة، لكنّ حرارة الجوّ عجلت بظهور الأنواع الثلاثة. أكد مزارعون في المحافظة وجود رابط بين النضوج المبكر وبين جفاف وارتفاع حرارة الجو خلال هذه الفترة، فيما أرجعها «فلكيون» إلى التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وقال المزارع حسين الجارودي ل «الشرق»، إن الفارق الزمني بين جني رطب «الماجي» و «البكيرات» و «الغرّة» تقلص بشكل قياسي هذا العام، إذ لم يتعدّ أربعة أيام، الأمر الذي وفر كميات من الرطب بشكل متزامن منذ بداية موسم الرطب. وقال الجارودي إن ذلك يمثل ظاهرة لم تعهدها المحافظة من قبل، مشيراً إلى أن الأعوام السابقة كان الأهالي ينتظرون موسم جني كل صنف على حدة، وكان لهذا الانتظار لذة خاصة يجعلهم يستمتعون بتناول كل صنف بشكل منفرد ثم يأتي الصنف الآخر وهكذا. أما بائع الفاكهة والخضار عبدالجليل مكي العسيف، الذي يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، قال إن تزامن نضوج الأنواع الثلاثة دفعة واحدة أربك حركة البيع في هذه الأصناف، مبيناً أن الأهالي يفضلون رطب «الغرّة» على غيرها رغم أنها تحل ثالثاً من حيث موعد الجني، مشيراً إلى أن سعر صندوق «الماجي» هوى من خمسين ريالاً (الصندوق 2 كيلو) إلى عشرين ريالاً بعد يومين من ظهورها في الأسواق وهذا أمر غير معهود في السابق، وذلك بسبب وجودها في السوق في الأعوام الماضية بشكل منفرد لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع وذلك قبل ظهور الأصناف الأخرى. ومن جهته قال الباحث الفلكي سلمان آل مضان، إن أسباب نضوج بعض أنواع الفاكهة قبل أوانها يعود إلى الدورات المناخية المتغيرة في فترات طويلة التي يشهدها العام حالياً، مؤكداً أن التغيرات المناخية التي قد تسبب ازدياد في حرارة الجو والجفاف والسَموم بشكل غير معهود، يؤثر بشكل مباشر في نضج بعض أنواع الفاكهة قبل أوانها، وهو الأمر الذي يفسر تقلص الفترة الزمنية بين جني بعض الأصناف من الفاكهة بشكل غير معهود. بواكير الرطب في واحة القطيف (جرافيك الشرق)