عمري 37 سنة، متزوج وأب لأربعة أبناء، وعلاقتي بزوجتي وأبنائي ممتازة ولكني تنتابني لحظات من تقلب المزاج وخصوصاً عند دخولي المنزل على الرغم من أن شخصيتي مرحة مع الآخرين، فهل تذبذب وتقلب المزاج الذي ينتابني مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج ؟ ( خالد – جدة ) أخي خالد .. يمر الإنسان وفي صراعه الدائم مع ظروف الحياة بعده تفاعلات داخلية هي التي تحدد شكل المخرج السلوكي النهائي لدى الإنسان الذي يكون في الخارج، هذه التفاعلات بالتحديد هي تفاعل الأفكار مع المشاعر، أي أن ما يفكر فيه الإنسان حالياً بالسلب كان أم بالإيجاب سوف يصنع مشاعره، وبالتالي سوف تحدد سلوكه الخارجي مع الآخرين . وحالة تقلب المزاج التي تنتابك بين الحين والآخر وخصوصاً عند دخولك المنزل هي حالة مبررة بخارطة معرفية (مجموعة أفكار) مرتبطة بسلسلة من المشاعر السلبية أدت إلى نشوء ذلك السلوك لديك وخصوصاً في المنزل، وليست هي جزءا من شخصيتك التي تعرفها أنت ويعرفها الآخرون عنك . وعادة نقول إن التذبذب أو التقلب في المزاج بين أحد الزوجين هو حالة طبيعية لدى كثير من الأزواج نتيجة الروتين النمطي من قبل الزوجين وعدم التجديد في الحياة الزوجية، كأن تحس مثلاً بشيء من الضجر والملل من حدث أو شيء معروف، كالنقاشات والمشكلات التي تنشأ بين الأزواج وتؤدي إلى اختلاف في الآراء، أو الوفاء بمتطلبات الأبناء والأسرة مثلاً، ما تلبث أن تنتهي تلك الحالة بمجرد زوال ذلك الحدث ويعود الفرد بعدها إلى الوضع الطبيعي وتعود الحياة إلى مسارها الأصيل، هنا نسمي تلك الحالة بعسر المزاج، وهنا يجب عليك حينما تشعر بشيء من الضيق وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية وافتقاد الرغبة والإهمال في الواجبات الزوجية، أن تدفع نفسك بالإحساس بالدافعية الداخلية والتركيز على مزايا وحسنات الطرف الآخر لا عيوبه، وأن لا تركن نفسك أو تستجيب لتلك الحالة المحبطة، بل يجب عليك المقاومة و الخروج من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل وتغيير سلوكك السلبي بآخر إيجابي.