أعاني كثيراً من تذبذب مزاج زوجي فمرة يكون شخصية منبسطة وأحيانا أخرى كثيرة يعاني من تعكر مزاجه وتحوله إلى شخصية عصبية ناقدة وناقمة، فهل تذبذب مزاج الفرد مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج؟ تهاني المحمود – القصيم عادة نقول إن التذبذب أو التقلب في المزاج هي حالة طبيعية لدى البشر إلا إذا أخذت شكلاً شاذاً أو متطرفاً في السلوك، كأن يكون الشخص مكتئباً مثلاً لفترة، ثم يدخل في حالة هوسية – من زيادة في الانشراح – ما تلبث أن تعود إليه حالة الكآبة مرة أخرى، هنا يكون تقلب المزاج مشكلة حقيقية يجب البحث عن حل لها. أو قد تكون حالة تقلب المزاج هي حالة مرتبطة بنمط الشخصية ونظرة الفرد التشاؤمية للحياة نتيجة الأحداث السالبة التي يمر بها الفرد وطريقة التربية والمؤثرات البيئية التي مر بها في الماضي أو التي يمر بها ضمن إيقاع الحياة اليومي التي يتعاطى معها بطريقة دائماً ما تنم عن تلك الحالة التشاؤمية نتيجة خبرات الماضي. والحالة الطبيعية من تقلب المزاج، وهي أن يحس الإنسان مثلاً بشيء من الضجر والملل من حدث أو شيء معروف ما يلبث أن ينتهي بمجرد زوال ذلك الحدث يعود الإنسان بعدها إلى وضعه الطبيعي، هنا نسمي تلك الحالة بعسر المزاج. والحقيقة أن مشكلة زوجك قد تجمع مابين شكل أو أكثر من تلك الأشكال من حالة تذبذب المزاج، فقد تكون المشكلة متعلقة بجانب نفسي أو لناتج عملية التعلم والتربية في مرحلة الطفولة أو أنها على الأقل قد تدخل ضمن الحالة الطبيعية. وهنا يجب عليه أولاً أن يعرض حالته على مختص نفسي لتقييم الحالة، ولكن أنصحه بشكل سلوكي سريع بأنه يجب عليه حينما يشعر بشيء من الضيقة وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية وافتقاد الرغبة والإهمال في الواجبات، لابد أن يدفع نفسه بالإحساس بالدافعية الداخلية والتركيز على الإنجازات الفعلية وألاَّ يركن نفسه أو يستجيب لتلك الحالة المحبطة، بل يجب عليه المقاومة والخروج من دائرة المشكلة إلى دائرة الحل وتغيير سلوكه السلبي بآخر إيجابي .