الحياة ليست كلها أفراح وورود، بل تمر بنا أيام حلوة ومرة، وأفراح وأتراح وبسمات وابتلاءات، فلا بد أن يدرك الزوجان هذه الحقيقة، ففي المواقف الصعبة والابتلاءات يتضح لنا المعدن الأصيل ويعرف الصديق الوفي من العدو، وكما أن الصديق يعرف وقت الضيق، كذلك الأزواج الأوفياء والزوجات المضحيات يعرفون جميعًا في وقت الضيق والأزمات. فأقول في هذا المقال المتواضع مذكرًا شبابنا بثقافة الزواج وبين تقلبات المزاج ألا تعلموا أن الطلاق مر المذاق أين ذهب الحب والعهد والميثاق. فالإنسان عرضة لتقلب المزاج بين ساعة وأخرى، بين يوم وآخر، وتقلب المزاج يؤثر على أداء أي عمل نعمله فلا يؤدى كما ينبغي. كما يؤثر تقلب المزاج على مخاطبة المرء للناس عامة أو لأسرته بخاصة، وأيضا تقلب المزاج يؤثر على تفاعل الإنسان مع الأحداث اليومية التي يمر بها، تقلب المزاج يختلف بين شخص وآخر، وبين الرجل والمرأة اختلافًا واضحًا، فمن الناس من يستطيع أن يعزل تقلب المزاج عن قراراته وتعاملاته، وهذا ما ينبغي أن يكون، بل ان كثيرا من الناس لا يسمح لنفسه بتقلب المزاج لأي سبب كان. وهؤلاء الآخرون قدوة لغيرهم من الناس.. فالإنسان حين يترك لنفسه العنان ويجعل مزاجه يسيطر عليه هو إنسان ضعيف المقاومة. فسبحان الله قد تجد تقلب المزاج الأقرب إلى الطلاق وأسبابه، فمثلا تجد شخصا قد تعذّب في طفولته المليئة بالمعاناة والإهانات التي دُفنت في أعماق قلبه، ومن ثم يجد نفسه مندفعًا إلى تدمير حياته الزوجية عن طريق إثارة المشكلات مع زوجته. إذًا إن عملية الوعي والتثقيف لدى الشخص قد تكون من خلال تلك المحاضرات أو الكتب المتخصصة بفن الحياة الزوجية أو الكتب الدينية التي تحكي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهي خير نموذج على ذلك. وأخيرا قبل أن يقع الفأس على الرأس وتتسبب بهدم عش الحياة الزوجية تذكّر الفراق ولوعته، وأنت تنظر إلى شريكة حياتك وهي تغادر عش سعادتها، باكية على الأيام الجميلة والساعات الحميمة، تخيلها وهي تنظر إلى بيتها وزوجها النظرة الأخيرة وتذكر أبناءك حين ينظرون ولا حيلة لهم إلا البكاء، ففكّر في حالهم. ومن تجارب الحياة نستنتج أن الحب شجرة تحتاج كأي نبتة لسقيا، وسقيا الحب هو الاحترام والثقة والتجديد والمصارحة والتعبير عن المشاعر، نسقي النبتة لتحيا ونسقي الحب لنسعد بحياة زوجية ملؤها الود والحنان والنجاح.. فهل من مجيب ومتعظ..؟! عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ