ثمة بوادر لأن تقوم «الأرض مجازاً/ الأنثى» بإحياء الأرض الحقيقة من خلال العودة لمزاولة مهنة «الزراعة»! وفي حديث سعادة وكيل وزارة الزراعة د/ عبدالله العبيد للزميلة «صحيفة الرياض» بوادر لهذه العودة، حين أوضح سعادته أن ممارسة المرأة لمهنة الزراعة (حق مشروع متى ما أرادت ذلك! وما عليها سوى التقدم لوزارة الزراعة بطلب رخصة تجيز لها مزاولة هذه المهنة)! وكلام سعادته على العين والرأس إنما المرأة بحاجة -قبل ذلك- إلى إعادة تأهيل وجهود كبيرة لإعادتها لهذا القطاع المهم لا كمستثمرة فقط بل ويدٍ عاملة. وبحاجة لتذليل كافة العقبات والصعوبات لانخراطها في هذه المهنة، ففي عودتها إعادة لروح الزراعة التي هجرها العديد من أبنائها حتى من الشباب بحجة البحث عن وظائف مرموقة ولأسباب بيئية واقتصادية أخرى، ولكن قبل الانطلاق لا بد من تهيئة الظروف المناسبة لكي تحيي الأرض أرضها! بتفعيل دورها بعد تثقيفها ودعمها لخوض هذه الخطوة ومدها بالخبرات والمعارف التي تؤهلها للقيام بمهمتها خير قيام خصوصاً مع توافر الوسائل المساعدة والمحفزة لخوض التجربة. في بعض القرى الجنوبية والأرياف لا تزال المرأة حتى الآن موجودة في المزرعة بجانب زوجها سنداً عند جني المحصول وفي جز الأعلاف والقصب دون أن يثير وجودها أية حساسية، صحيح أن هناك معوقات لتعميم هذا الوضع كعدم توفر الأراضي وعادات وتقاليد المجتمع! إلا أن الفرصة سانحة متى توافر الدعم الرسمي ممثلاً بوزارة الزراعة مع رغبة حقيقة للعمل من جانب الأنثى، أما العوائق الاجتماعية فما الضير لو عملت المرأة في «البيوت الزراعية المحمية» التي لن تمنع المتطفلين «المخاذيل» من النظر فحسب، بل ستمنع أيضاً تأثر بشرة العاملات الرقيقة بآثار الشمس الحارقة!