كشفت أحدث إحصائية صادرة عن الإدارة العامة لشؤون الزراعة في المنطقة الشرقية، عن اكتشاف 151 إصابة بمرض السل البقري، والاشتباه في إصابة 467 رأساً، وذلك منذ انطلاق الحملة الوطنية لمكافحة مرض السل البقري في المنطقة، فيما أبدى عدد من أهالي محافظة القطيف تخوفهم من انتقال المرض للبشر، وذلك بسبب عدم وجود مسالخ نظامية لذبح الماشية في المحافظة. وأوضح مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة في الشرقية سعد بن عبدالله المقبل ل»الشرق» أمس الأول، أن الحملة الوطنية لمكافحة مرض السل البقري التي انطلقت في ال17 من شهر ربيع الثاني 1433ه، مستمرة حتى الآن، مشيراً إلى أنه في منطقة الدمام والمحافظات التابعة لها يوجد ما يقارب 23 ألف رأس من الأبقار تابعة للأهالي وستة آلاف رأس تابعة لمشروعات الألبان سيتم إخضاعها للفحص، لافتاً إلى أن ما تم حصره من الأبقار حتى الآن 7884 رأساً، فُحص منها 2551 رأساً للأعمار فوق ستة الأشهر حسب ماهو متبع لدى خطة الوزارة، مبيناً أنه تم إعدام 89 رأساً من الأبقار المصابة، فيما سيعاد فحص الحالات المشتبه فيها لإثبات خلوها من المرض من عدمه، وكذلك تعويض أصحاب الأبقار المصابة بالمرض التي تقرر إعدامها من قبل اللجان المشتركة. وبيّن أن مرض السل البقري من أهم الأمراض المعدية والشديدة الخطورة على البشرية جمعاء لما يشكله من مخاطر صحية قد يحدثها من جراء انتقاله من الحيوان المصاب إلى الإنسان وخاصة عن طريق الفصيلة البقرية كون الإنسان المخالط بحاجة مستمرة لتأمين غذائه منها، مشيراً إلى أن الإحصاءات العالمية أوردت أن كثيرا من سكان العالم قد يتعرضون للإصابة بالمرض حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية والاتحاد العالمي لمكافحة الدرن، لافتاً إلى أن السل البقري مرض بكتيري قريب للنوع الذي يسببه السل البشري، الأمر الذي يمكن بسهوله انتقاله للإنسان عن طريق الجهاز التنفسي بالاحتكاك المباشر مع الحيوان المريض أو عن طريق الجهاز الهضمي بتناول الأغذية الملوثة بالميكروب كشرب الحليب غير المبستر. وأشار إلى أن وزارة الصحة وهي ضمن لجنة رباعية في حملة مكافحة المرض تقوم برصد ما يحال لها من بلاغات عن الحالات الإيجابية ليتم إخضاع مربي الأبقار ومخالطيها للفحص للتأكد من خلوهم من المرض، وبأن العدوى لم تنتقل لهم بالشكل المباشر كونهم أكثر عرضة من غيرهم للاختلاط مع الأبقار المصابة. وأكد أن وزارة الزراعة أولت اهتمامها بتشكيل حملة وطنية لمكافحة مرض السل البقري وذلك عن طريق إجراء الفحص، حيث تساهم فرق بيطرية بمسوحات لاستقصاء الوباء وتحديد أماكن الإصابة، مبيناً تشكيل لجان أخرى من عدة وزارات تعمل جنباً إلى جنب مع هذه الوزارة كفريق مساند، وذلك حسب مسؤولية كل جهة وهي إمارة المنطقة الشرقية وأمانة المنطقة ووزارة الصحة ووزارة المالية، مشيراً إلى أن الوزارة ستعمل على فحص الأبقار التابعة لمحافظة الأحساء فور الانتهاء من هذه الحملة في المنطقة. وأبدى عدد من أهالي محافظة القطيف خشيتهم من إمكانية انتقال المرض إليهم، خاصة مع عدم وجود مسالخ نظامية ونقاط ذبح في المحافظة، وذلك بسبب إغلاقها جميعاً قبل أكثر من عام. وأقرّ رئيس المجلس البلدي في المحافظة المهندس عباس الشماسي، أن كثيرا من الذبائح المعروضة للبيع في المحلات التجارية بالقطيف مذبوحة في مسالخ غير نظامية وبعيداً عن أعين الرقابة، مرجعاً ذلك لعدم وجود مسلخ في المحافظة وذلك بعد إغلاق المسلخ الوحيد الذي كان في منطقة أم الساهك، مشيراً إلى أنه لم يعد هناك خيار للتجار بعد إغلاق المسالخ سوى الذهاب لمدينة الدمام، وهو الأمر الذي لا يلتزم به الغالبية العظمى منهم، حيث يقومون بالذبح في المزارع المحلية وسط غياب طبيب متخصص للكشف على الماشية، وهو ما قد يثير مخاوف من انتشار بعض الأمراض والأوبئة للناس. وأكد أن المجلس سيطرح بشكل عاجل مقترحات لتكثيف الرقابة على المزارع، وعدة مقترحات أخرى على البلدية، بينها إلزام أصحاب المزارع الكبيرة التي تصر على ممارسة الذبح في المزارع بتوفير طبيب بيطري أو التنسيق مع مندوب من مسلخ الأمانة لبحث إمكانية تسهيل نقل الماشية من القطيف إلى مسلخ الأمانة والعكس. وأفاد أن بلدية المحافظة بصدد إنشاء نقطة ذبح جديدة في منطقة استراحة الأوجام، مشيراً إلى أن المنطقة طرحت للمزايدة وتم الإعلان عنها في الصحف، وسيتم تقديم العطاءات في شهر رمضان المبارك المقبل، لافتاً إلى أن المسألة قد تأخذ عامين على الأقل حتى تبصر نقطة الذبح النور.