حسمت لجنة الانتخابات الرئاسية في مصر الجدل الدائر منذ أسبوع حول نتيجة جولة الإعادة وسمَّت مرشح الإخوان المسلمين ورئيس حزبهم الحرية والعدالة، الدكتور محمد مرسي، أول رئيسٍ للجمورية بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت في فبراير 2011 بمحمد حسني مبارك. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المستشار فاروق سلطان حصول محمد مرسي، المولود في قرية العدوة بمحافظة الشرقية عام 1951، على 51.7 % من الأصوات الصحيحة مقابل 48.3 % للفريق أحمد شفيق. وانطلقت مواكب للاحتفال بفوز مرسي، وهو برلماني سابق وعضو بمكتب إرشاد الإخوان، في القاهرة وتحديدا في ميدان التحرير الذي يشهد اعتصاما منذ الثلاثاء الماضي، فيما خلت منصة مدينة نصر، مقر تجمع مؤيدي أحمد شفيق، من المواطنين. وكانت شوارع القاهرة خلت تماما من المارة منذ صباح الأمس، وتجمع المواطنون في المنازل والمقاهي حول شاشات التلفاز لمتابعة أول انتخابات رئاسية نزيهة. وشهدت الهيئة العامة للاستعلامات التي أعلنت لجنة الانتخابات النتيجة من مقرها إجراءات أمنية مشددة حيث أحاطتها المدرعات وتشكيلات المجندين. يأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه ليلة أمس الأول لقاءً أحيط بالسرية التامة بين رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي ومؤسس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي في إطار الوساطة السياسية التي يقوم بها الأخير بين القوى المختلفة السياسية لإنقاذ البلاد من أزمات سياسية مقبلة. وكشفت مصادر أن لقاء البرادعي وطنطاوي تطرق إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعاون الرئيس المنتخب لإنقاذ البلاد، وبينت المصادر أن البرادعي قد يكون له دورٌ هام في المشهد السياسي خلال المرحلة المقبلة. في غضون ذلك، كشفت مصادر في حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، أن القوى السياسية اتفقت مع الرئيس المنتخب محمد مرسي، والذي كان مرشحا احتياطيا لمرشح الجماعة الأساسي خيرت الشاطر، على أن يشكل الإخوان 30 % من الحكومة القادمة فيما ستذهب 20 % من المقاعد الوزارية لبقية الأحزاب، أما الشخصيات المستقلة والعامة فستشغل نصف المقاعد الوزارية في ظل غياب أغلبية برلمانية بعد حل مجلس الشعب الأسبوع قبل الماضي بقرارٍ من المحكمة الدستورية العليا. من جانبه، طالب المرشح السابق لرئاسة الجمهورية والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الرئيس القادم بدعوة الجميع للوقوف صفا واحدا وتجاوز الخلافات السياسية، مؤكدا ضرورة عدم الدخول في موجة من تصفية الحسابات. واعتبر موسى، في تصريحات له نقلها مكتبه في القاهرة أمس لوجوده حاليا في بروكسل للمشاركة في مؤتمر «نداء إلى أوروبا»، إن مصر لا تحتمل أي هزات أخرى أو فرقة للصف أو صدام للسياسات مع بعضها البعض، مشددا على ضرورة تقديم مصلحة الوطن على كل مصلحة لتجنب الأزمات. وشهدت المحافظات المصرية أمس تشديدات أمنية وإجراءات مكثفة من قِبَل السلطات للحيلولة دون وقوع فوضى بعد إعلان نتيجة الانتخابات، وطال التشديد مطار القاهرة الدولي والبنوك والمؤسسات الرسمية والشوارع، لكن فوز محمد مرسي حال دون وقوع أعمال عنف كان من المتوقع أن تنشب حال فوز منافسه أحمد شفيق الذي تصفه القوى الثورية بأنه رمز من رموز النظام السابق. شفيق في منزله بعد إعلان نتائج الانتخابات (تصوير: أحمد حماد)