مئات السيارات تغلق الطريق أمامك دون مبالاة، ويصطف آلاف الشبان للهتاف لإمبراطور الحلبة، وعليك الانتظار حتى ينتهي عبث هؤلاء، وأحمد الله إن لم تصبك طلقة طائشة أو إطار متدحرج أو مركبة تغلبت على قائدها. هذا التجمع مألوف في مدينة كالرياض، وخاصة في الأحياء الشرقية والغربية منها، غرفة عمليات منظمة، ولجان تنظيم تدار بعقليات شابة، وفرقة تجهيزات محترفة، وميادين مغتصبة، وحفلات «تفحيط» صاخبة، ويا رب سترك. طبعاً للفراغ دور، ولغياب البرامج الصيفية الجاذبة، وانشغال الأسرة والمنزل، وتساهل شركات تأجير السيارات، وحتى لمحلات الفيديو دور في كل ذلك، ولكن ما هو الحل الذي يقضي على ظاهرة التفحيط؟ أفضل الحلول من وجهة نظري هو نزول المختصين من رجال الأمن والتربية والنفس والاجتماع إلى الميادين التي يتوافد إليها هؤلاء الشباب، والجلوس إليهم، والاستماع منهم، ومن ثم صياغة مقترحاتهم ورفعها للجهات الحكومية المعنية، فهؤلاء هم أعرف بما يحتاجون، ولا يمكن أن تنهي نظريات التربويين وعلماء النفس والاجتماع ظاهرة معقدة لم يقرأوا تفاصيلها جيداً، وأجزم بأن المقترحات التي يأملون تنفيذها بسيطة جداً، وأسهل مما نتصور، هؤلاء فقط يريدون من يستمع إليهم في المقام الأول، ويعرف أسباب لجوئهم لهذه الأعمال الجنونية، ومن ألسنتهم لا نقلاً عنهم أو قياساً على عيّنات لا تعيش ظروفهم، وأجزم بأنهم سيشاركون في الحل.