كشف القيادي الصحراوي محجوب السالك الذي يتزعّم تيار «خط الشهيد» المنشق عن «بوليساريو» النقاب عن تحركات «ذات أهداف تصحيحية» داخل الجبهة. وأوضح في تصريح إلى «الحياة» أمس من بلدة «فوك» شرق الجدار الأمني في المنطقة العازلة. أن المنضمين إلى هذا التيار قرروا الدعوة إلى مؤتمر طارئ لجبهة بوليساريو «يكون ديموقراطياً» للبحث في أوضاع المخيمات وتطورات ملف الصحراء. وقال: «بعد أربع سنوات على المؤتمر الأخير لبوليساريو الذي كان عبارة عن مسرحية، حان الوقت لتنظيم مؤتمر طارئ يضم كل الفاعليات ولا يعتمد الإقصاء لدرس الأوضاع المأسوية في مخيمات تندوف» للصحراويين في جنوب غربي الجزائر. وهدد بأن التنظيم الذي يقوده منح قيادة «بوليساريو» مهلة إلى الثاني عشر من تشرين الأول (اكتوبر) المقبل لفتح حوار شامل داخل الجبهة، مشيراً إلى أنه في حال عدم الاستجابة لهذا الطلب فإنه سيبادر الى «الدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية برعاية الأممالمتحدة للبحث في سبل رفع المعاناة عن الشعب الصحراوي داخل المخيمات». واتهم قيادة «بوليساريو» الحالية بأنها «لا تعير اهتماماً لأوضاع اللاجئين في المخيمات»، معتبراً أن ذلك يشكل بداية الحل الذي يضمن للصحراويين الحرية والكرامة. وصرح منسق «خط الشهيد» المنشق عن «بوليساريو» بأن أكثر من 40 قيادياً، بينهم مقاتلون سابقون وكوادر وشيوخ قبائل، شاركوا في لقاء عُقد في بلدة فوك وأصدروا بياناً بهذا الصدد، لكنه استدرك أن قوات الدرك قامت ليل وفجر أمس بحملات تمشيط في البلدة «بحثاً عن المنتسبين إلى تنظيم خط الشهيد». وقال إن أحد القياديين البارزين يدعى محمد محمد بارك توم أتى إلى مخيمات تندوف لكنه «يخشى أن يتعرض للاعتقال»، مشيراً الى حملات سابقة طاولت منتسبين إلى التيار داخل المخيمات على إثر احتجاجات. وربطت المصادر بين الموقف الذي أعلنه التيار المنشق عن الجبهة والإعداد لجولة ثانية من المفاوضات غير الرسمية المرتقب أن تبدأ الشهر الجاري، بخاصة وأن القيادي محجوب السالك رهن عدم الاستجابة لموقف تنظيمه والدخول في مفاوضات مع المغرب، وإن ساد اعتقاد أنه في ظل الأزمة الراهنة التي تعرفها العلاقات المغربية - الجزائرية يصعب إحراز تقدم في هذا المسار، بخاصة أن الموفد الدولي كريستوفر روس كان يعوّل على دور أكبر لدول الجوار في تشجيع المفاوضات. ولاحظت المصادر أن اجتماع طرابلس لوزراء الخارجية المغاربيين لم يعرض لتطورات قضية الصحراء. وفسرت ذلك بأن المشكلة لم تُبحث في أي من جداول أعمال القمم واللقاءات المغاربية، على رغم تأثيرها السلبي على مسار الاتحاد المغاربي، لافتة إلى أن روس جرّب في زيارته الأخيرة المنطقة أن يدفع في اتجاه إشراك الاتحاد المغاربي في خطوات دعم جهود الأممالمتحدة، واجتمع لهذه الغاية إلى الأمين العام للاتحاد المغاربي. ولم يصدر أي موقف من الاتحاد المغاربي بهذا الشأن. وتتزامن دعوة تيار «خط الشهيد» إلى الاهتمام بأوضاع اللاجئين في مخيمات تندوف مع مساع تبذلها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أجل إحصاء السكان المتحدرين من أصول صحراوية، بهدف تسهيل عمليات تبادل الزيارات التي لم تتأثر بتداعيات الأزمة الراهنة.