ناشد المفتش العام لشرطة مخيمات «بوليساريو» المنظمات الدولية والإنسانية دعمه في مسعاه إلى العودة إلى مخيمات تندوف ولقاء أبنائه هناك. وقال المنشق الصحراوي مصطفى سلمى ولد مولود إنه موجود الآن في «أرض محايدة» (الزويرات) لكنه «ممنوع من العودة إلى المخيمات» وهو لم يقترف أي جريمة «غير الجهر برأيي» إزاء تطورات قضية الصحراء. وجاءت تصريحات مصطفى سلمى التي نقلها تلفزيون العيون (كبرى حواضر الصحراء)، أول من أمس، رداً على اقتراح عرضته عليه «بوليساريو» يقضي بالاختيار بين التحاق عائلته وأبنائه به، ثم العودة إلى المغرب، أو «الخضوع إلى محاكمة بتهمة الخيانة» في مخيمات تندوف. ورأى القيادي في «بوليساريو» عمر منصور المسؤول عن الجبهة في باريس أن أي انسان لم يعد له اختلاف مع المغرب «لا مكان له في مخيمات تندوف». بيد أن وزير الاتصال (الإعلام) المغربي خالد الناصري علّق على هذه التطورات بالقول إن المغرب «لن يتخلى عن أبنائه». وحمّل السلطات الجزائرية وجبهة «بوليساريو» المسؤولية حيال ما يمكن أن يتعرض له المفتش العام للشرطة مصطفى سلمى من مخاطر، بخاصة في ضوء تردد أنباء عن تعرض أعضاء أسرته الى الحصار. وأوضح المسؤول المغربي أن الناشط الصحراوي عبّر عن وجهة نظره. وشكّل موقفه محك اختبار لأوضاع حقوق الإنسان واحترام حرية التعبير عن الرأي المعارض في مخيمات تندوف. ووصف الوزير الناصري التصريحات الصادرة عن بعض قياديي «بوليساريو» حول العودة الى حمل السلاح، في إشارة الى اجتماع زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز إلى عناصر من قيادته، بأنها «تحركات بهلوانية»، متسائلاً إن كان من يطلق هذه التصريحات يعرف معنى الحرب، وقال إن الذين يقفون وراء الستار هم الذين يتحملون المسؤولية إزاء أي تصعيد. وفيما أعلنت السلطات المغربية نزوح 15 شخصاً يتحدرون من أصول صحراوية في اتجاه العيون، ليصل عدد العائدين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة الى أكثر من 1700 شخص، توقعت مصادر أن يكون ملف الصحراء ضمن المحاور الأساسية التي سيثيرها وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري ونظيره الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس في 22 الشهر الجاري في نيويورك. ورأت المصادر أن عقد الاجتماع على خلفية المشاورات التي كان أجراها الموفد الدولي كريستوفر روس مع عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إلى جانب مدريد، سيكون مناسبة للإحاطة بالأفكار التي يعرضها روس لتجاوز حال الجمود والدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات غير الرسمية بهدف حل نزاع الصحراء.