لا يكاد يمر يوم تقريبا إلاّ وأجد في بريدي الإلكتروني رسالة تتكلم عن دورة في التحفيز الذاتي بمسميات ومخرجات مختلفة ولكنها في النهاية تنشد التدريب على فهم وتطوير الذات.هذه الدورات لاشك مهمة وتدل على أن وعي المجتمع بأهمية التدريب أصبح مرتفعاً لكني أريد هنا أن أتأمل معكم شيئاً هو «هل كل من حضر هذه الدورات ربط ما تعلمه بالواقع وحاول أن يغير في حياته للأفضل؟»، الجواب قطعا لا والسبب أن الاستعداد النفسي عند الأشخاص للتغيير يختلف من شخص لآخر. هذا -قطعا- لا يعني أنه لم يفهم المادة العلمية ولكن الفهم شيء والاستعداد للتغيير شيء آخر.قياسا على هذا نجد أن أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذين يحضرون دورات تدريبية في مختلف فنون الإدارة من تسويق ومالية.. إلخ، ينقسمون إلى قسمين:الأول: يأخذ ما تعلمه في الدورة التدريبية إلى الواقع وبما أن الدورات لا تغطي كل النقاط المهمة فهو إما أن يسأل من يفهم بها أو يحضر دورة متخصصة. هذه النوعية من أصحاب المنشآت لم أجد منهم من فشل في مشروعه، بل على العكس كانت نسبة نمو منشآتهم متسارعة بشكل صحي.الثاني: يفهم ما شرح له في الدورة التدريبية بل يكون متفاعلاً معها بشكل ملفت ولكن ما تعلمه ينتهي به المطاف إلى عالم النسيان ساعة انتهاء الدورة واستلام شهادة الحضور ولسان حاله يقول «النظرية شيء والواقع شيء آخر».إن عدم أو حتى ضعف الإيمان بأهمية الدمج بين النظرية والتطبيق يعرض المنشأة للترنح أمام أمواج السوق العاتية التي لا ترحم.